ذكريات للمؤتمر القادم


وسيم المغربى عضو فعال في صالون إطلاله السكندري و شارك فى مؤتمر أدباء مصر فى الغردقة للعام الفائت والجدير بالذكر أن الصالون يقيم ندوه شهريه له بالقاهره بمكتبه البلد وهذا مقطع من ذكريات وسيم عن أول أيام المؤتمر نعتز بنشره على المدونة



أن تجد نفسك تشارك فى واحدة من أهم مؤتمرات مصر فهذا شئ عظيم.. أن تصبح وسط جمع من الأدباء والنقاد والصحافيين والشعراء وتتخيل حينها انك أمسكت بتلابيب الحياة الثقافية فهذا خيال أعظم.. أن تفاجأ حين صعودك للحافلة (الشيك) من أمام الهيئة العامة لقصور الثقافة لتتفتح أمامك رؤيا مغايرة لواقع لم تكن محيطا به علما.. تسمع هذا الأديب يحدث ذاك يحيه ويسأله (عاش من شافك) فيخبره الأول بأن (الدنيا تلاهى) وأنه (ماصدق) إن المؤتمر فى الغردقة كى يهرب من هموم العالم ويأتى للاستجمام (كام يوم) ويبادله الأخر الحقيقة (معاك حق، وأنا كمان كنت عاوز أريح أعصابى من مشاكل البيت والشغل) وتصبح أنت حينها متفرجا مذهولا لا تستطيع فكاكا من حقيقة أن هذه (المؤتمرات) أقيمت كفرصة للاستجمام والترفيه . ويبدأ حفل الإفطار بتوزيع علبة الطعام وزجاجة مياه (بركة) المعدنية وتتحرك نحو طريقك المتعرج الذي يرتكن الجبل على شطره.. ترصد أقوالا لم تكن تستطيع كشفها .. أدباء عظام _فى رأيك_ يسفه بهم وتثار حكايا عن ضألة موهبتهم ومدى ما يحاولون ادعاءه عن ذواتهم و(الشللية) المغلفة لهم.. وأدباء صغار _فى رأيك_ تتطاول أعناقهم حتى بلوغ السماء، يروون عن محاولتهم لمحق السلطات الفوقية للكبار، وسعيهم لوضع هؤلاء فى حجمهم الطبيعي.. آخرون كانوا يشيدون بالبعض يفاجأنى اعترافهم السري فيما بيننا بكونهم يجاملونهم حتى لا يغضبون!!.. تشرد من عظم جبل (عتاقة) القريب ورحابة البحر الأحمر ومدينة الصحراء فى الخلفية، صورة لم ترها من قبل.. ووصولك للفندق الواقع فى وسط البلد الصغير ووسط أفراد متحققين وغيرهم مدعي يجعلك تحاول اختراق حجب الفهم.. للمرة الثالثة لا يحضر الوزير الفنان حفل افتتاح المؤتمر فى حين تفاجأ بعدها بحضوره حفل افتتاح مهرجان القاهرة الدولى للسينما!!.. بعض المثقفون يغضبهم الأمر، وأنت تضحك متعجبا.. ينتهى الحفل بعد كلمة صادقة وألوف شوهاء، فقرات راقصة وبنات فوق المسرح في ثياب الرقص ومناطق عري تلتف حولها العيون، وتفكيرك هذا يجعلك تستغرب من اعتبار نفسك (مثقف)!!.. تستمر الفقرات الراقصة للترفيه عن مثقفين عائدين من سفر قوامه ساعات سبع يطلبون الفراش ولو لساعة.. ما أن تنتهي الفقرات حتى يثور بعض الثوار (أيه الإهانه دى) ( مفيش احترام؟) (شغل فوضى) وصوت يحاول تجميع أكثر من صوته ليعلنوا الرحيل فى الغد.. ندور ونلف ونلف وندور فى شوارع المدينة تائهين.. مامن شخص يعرف طريق عودتنا للفندق مرة أخرى.. (كريزة) الضحك تنتاب البعض على الحالة الهزلية لدخولنا وخروجنا لنفس الشارع ما زاد عن المرات الثلاث، ربما بعد ساعة نكتشف الطريق بعد سؤال واستهزاء وضحك وحالة هستيرية تنتاب الجمع المهيب من الموقف الفنتازي.. نعود للفندق.. (نتعشى) ونهرب للراحة على الفراش غرفة207.

(وسيم المغربى)



0 تعليق:

Blogger Template by Blogcrowds