فى تذكر الثالث المفقود

للأستاذ / سيد الوكيل

لا اعرف ما الذى يمكن ان يقال هنا بعد ما قيل أهم ما يمكن ان يقال من رجل بهذا الثقل، الازمة اننى اخشى ما أخشاه ان استرسل فى سرد أهمية استاذنا / سيد الوكيل على الساحة الادبية وداخلها، فهو من الجنود المجهولين الذن أخذوا على عاتقهم الاهتمام بكل ما هو جديد وشاب ويستحق ليزيدون نوره اذا كان منيرا ويلمعه بالفعل اذا كانت لمعته باهتة شأنه فى ذلك شأن كثير من الادباء والكتاب الشرفاء شديدوا الحساسية الذين يقدرون معاناة الاديب فى بداياته.

أن ما قاله الاستاذ سيد الوكيل هو بالفعل ما احكيه لكل الناس عندما تأتى سيرته، فأول ما يأتى لذهنى ان أقول أنه من أول الناس الذين شجعونى ووقفوا بجانبى وساندونى أنا وشريكاى فى بوح الارصفة، وكذلك جاء اهتمامه بكتابتى كأنثى تكتب فى مجمتع لازال يتمتع بذكورية متفشية بغباء، رغم اداء البعض بالتحرر والخروج من ازدواجية الشرقين المعروفة الا انه لم يتحرر ابدا وداخل الوسط الادبى ومن زملاء يدعون انهم مثقفين ومتحررين لاقصى حد حتى انهم فى كتابتهم ينتهجون مناهج غربية شديدة العرى الفكرى، معززين ذلك بأن الادب خارج اطر التقييم الاخلاقى ، ولكنهم لا يقبلون بالفعل ان تكتب امرأة بتحرر او حتى بغير تحرر، هم يحاربون الانثى بغض النظر عن كتابتها ، الا لو استطاعت هذه الانثى اختراق عقلهم وتحديهم بشكل ذكورى عنيف ، وهذا ما أرفضه ايضا، وهذا رغم اعتراضى الشديد عن فكرة انثى وذكر فى الكتابة الا اننى وجدته بشدة واضح تماما فى مجتمعنا الادبى الصغير، ولا يتحمس احدهم الا لو كانت أنسة "ليسئم" عليها أو "لونة كدا ومبتسمة" أو أى حاجة تانية والسلام، لكن ان يتحمس احد لسيدة تكتب دون اى دافع سوى كتابتها فهذا ما لاقيته فى القليلين من النقاد والكتاب الاصدقاء ومنه أستاذى أستاذ جيل من الشبان سيد الوكيل وأنا الذى اشكره على تذكره لأديب شاب ظلم وهو على قيد الحياة ولازال يظلم حتى الان ، ورغم اننى وفقت فى طبع مجموعة قصصية له ، وتم عمل حفل توقيع لها فى مكتبة البلد ، وكان حفلا مبشرا بأن هناك من سيهتم بكتابة هذا الشاب الذى ترك ساحة القتال الادبية وهو لم يكمل عامه الـ33 بعد ، إلا أن هناك الكثير والكثير من القصص لازالت بانتظار ناشر يعرف قيمة كتابة محمد حسين بكر ويراها كما أراها أنا ويراها كل من أحبوا كتابته ، فقد كانت أزمة محمد حسين بكر رحمة الله عليه الوحيدة أن صوته عالى فى أرائه وحادا جدا ، فقد كان يكتب صحافة فى اكثر من جريدة وكان يهاجم فيها كل من يستحق الهجوم من وجهة نظره دون أى أعتبار، وكذلك كان يقوم بتغطية الكتب والنقد للسينما والمسرح والموسيقى ، وكان متابعا جيدا للرياضة بكل أنواعها ، وكان متحدثا لبقا نظرا لغزارة افكاره وثقل ثقافته الذى لا أعرف متى كونها حقا وهو فى هذه السن الصغيرة ، وكان يميل للتجريب فى الكتابة وهو ممن بشروا بتحرر الكتابة من الشكل وتنوع اشكال السرد ، ونتيجة لهجومه الشديد على بعض المدعين فقد تعاطف الكثيرين عندما اشتد عليه المرض لدرجة انهم لم يصدقوا انه بالفعل مريض مرض يؤدى الى الموت فيماعدا القليلين ممن صادقوا محمد عن حق وعرفوه عن قرب وكان منهم الأديب الكبير الذى كان ينشر له قصصه بجريدة القاهرة دون أن يراه او يعرفه الاديب الكبير / علاء الديب وكذلك الاديب علاء الأسوانى والاستاذ محمد جبريل واسامة البحر وصديقه البنهاوى الأصيل الروائى والناقد أحمد عامر الذى كان يغيب ويأتى له هو واصدقاء بنها محمد على عزب ومحمد ابو الدهب وعصام حجاج رحمه الله ومدحت أمام فى المستشفى وكذلك نائل الطوخى ومحمد صلاح العزب ونهى محمود وسلوى عزب ومحمد رفيع الذى ظهرت محبته الحقيقية لمحمد أكثر بعد وفاته وكذلك هناك الصحفيين الذين تابعوا محمد وازمته وكان منهم الاستاذ عزت القمحاوى وحسن عبد الموجود ، وصفحة المساء الاستاذ محمد جبريل ويسرى السيد فى صفحته بالجمهورية كما ترى وحتى ان تذكرت اسماء اخرى فالمحبين لمحمد حسين بكر قليلين بالمقارنة بالاخرين الذى كانت لهم لسان حلو ومعاملتهم طيبة مع كل الناس ولا يطيقون ان يغضبوا احد منهم.

لذلك ظلم محمد حسين بكر مع وضع فى الاعتبار ان أخبار الأدب لم تغفل حقه كما تتذكر دائما الكثير من الادباء المهضوم حقهم اذا ما استطاعوا الوصول لهم ولأن محمد حسين بكر لم يحظى بشلة عظيمة تهلل له بعد موته وتنادى بعمل جوائز وتكريمات لا نهائية لروحه المعلقة ولا كان شخصا منافقا للوصول الى صفحات الجرائد والجوائز احيانا كما انه لم يكن يعرف احد لخاطر مصلحته الادبية ابدا فقد مات محمد حسين بكر (فطيس) بعد معانا مع المرض والفقر واهل جهلة لا يفهمون ابدا.

ما قيمة هذه الكتب الذى ينام وهو يقرأها وهذه الجرائد الذى صنع منها سريرا ضخما لا يبان منه وهو نائم ، محمد حسين بكر يستحق الكثير ولكنى لم استطع يوما ان اطلب ذلك بصوت عالى لاننى ببساطة زوجته وكاتبة ايضا بمعنى اوضح اننى خفت من شكوك البعض بأننى أريد ان أسلط الضوء على نفسى من خلال محمد حسين بكر اوكما يقولون المتاجرة، فأنا فى منتهى الفرح بهذا الكلام الرائع والمبهج الذى قاله اديبنا الجميل والانسان الاجملسيد الوكيل عن محمد حسين بكر وعن رفيع وعنى ولا أعرف اين اختبىء من الفرحة التى تكسو وجهى الأن وأنا بعد هذه المدة من رحيل محمد أجد من يتذكره ويطالب بتكريمه حقا، يارب يارب يتم تكريم محمد حسين بكر فى المؤتمر دا وكأن فرحتى الممزوجة بحزنى وقت دعوتى للمؤتمر وانا أقول لنفسى
"ياه يا محمد، كان نفسك تكون معايا فى المؤتمر دا ، صح "
ففعلا يكون معايا ، طبعا مش مصدقة بس يارب واحب أؤكد على شكر للاخ طه عبد المنعم عن المجهود المبذول فى التغطية الاليكترونية للمؤتمر وكان قد انشأ مدونة لمحمد لنشر اعماله بها ولكنه لم يستمر وربما هو خطأى لاننى لابد ان اتابعها دائما وللاسف وقت عملى لا يتيح لى متابعة اى شىء حتى مدونتى.

وانا الان سعيدة ان اتيحت لى الفرصة للمشاركة فى المدونات عن السرد لدى الكثير من قصص محمد حسين بكر تستحق الاهتمام اذا وجدت من يهتم وبجد ربنا يديك الصحة يا أستاذ سيد هذه هى دعوتى المفضلة لكل من أحبهم من قلبى

7 تعليق:

سهى انت جميلة
وحقيقية
وكلنا معك وحولك
لا تخافي
أنت في العين والقلب

8 نوفمبر 2008 في 9:08 م  

أولا: دا حق أى مبدع فى الشكل الذى أتمناه له، أى يأخذ كامل حقه من خلال أبداعه وعمله الثقافى

ثانيا:حفل توقيع كتاب محمد كان فى مكتبة عمر بوك ستور ... إزاى يا سهى تنسى حاجه زى كدا... دا كان على أيدى اليوم كله ...إلا تذكرين أستقبالنا لكتابك وكتابه فى معرض الكتاب من سراى ألمانيا
http://soha-zaki.blogspot.com/2008/02/blog-post.html

ثالثا: لا يهمك من كلام الناس وأنتِ تعرفين ذلك جيدا... فسر يجب أن تعرفيه الان أن السبب فى إهمالى مدونه محمد بكر ومدونه محمد ربيع كان بشكل غير مقصود ولكن كان فيه شبهه تعمد لأنى سمعت تعليقات خفيه بأنى أفعل ذلك للتسلق على ذكراهم وعلقت بينى وبين نفسى إنك لو ساعدينى فى إمدادى بماده المدونه،سأفعل ذلك عن طيب خاطر
حتى أجد بعضا من العذر من الهمسات الغبيه... وها هو الحال الذى وصلنا اليه عندما رضخت لكلام فاسد
ولكنى سأساند بكل قوه من خلال المدونه إهداء جلسة المائدة المستديرة إلى روح محمد بكر

وشكرا يا سهى على
إنضمامك لنا فى المدونه
وبالتأكيد ستثريها بأرائك الجميله

9 نوفمبر 2008 في 3:26 ص  

أخيرا محمد حسين بكر ليس مفقود
له بنت وثلاث كتب

9 نوفمبر 2008 في 3:43 ص  

استاذة هويدا الجميلة
بالذمة ممكن اقول ايه رد على الكلام دا
بالذمة فى بنى ادم كدا فى الدنيا
انت اللى فى العين والقلب والروح والله العظيم
انت اكتشاف عظيم فى حياتى الجديدة
بوسة اااااااااااد كدا على جبينك المنور دا

9 نوفمبر 2008 في 12:44 م  

يا طه انت مجهودك لا ينسى ابدا سواء فى يوم محمد حسين بكر او عموما وطبعا انا منستش انه كان فى عمر بوك ستور بس اللى حصل انى بدل ما اكتب عمر بوك ستور كتبت البلد ، اهو يمكن عشان التشابه فى التفاصيل بينهم يمكن
ثانيا ملعون ابو كلام الناس المحروق بجاز يعنى بصراحة كلام الناس اللى هما ناسنا اللى احنا نعرفهم ويعرفونا كويس ودى حاجة تشل بصراحة
عموما ولا يهمك وكل شىء هاياخد مجراه رغما عنى وعنك وعن الناس لانى من المؤمنين بأن مفيش حد بيعمل حاجة لحد ولكن هو بيبقى سبب او يد بعتها الله للحد دا يقضى الواجب ويمشى لحال سبيله ولا ايه
يعنى متقلقش ابدا لو المحمدين ليهم نصيب فى الشهرة والتقدير لكتابتهم وتعبهم
هاتلاقى الكون كله بيتأمر فعلا عشانهم واذا ماكنش يبقى مالهمش
وطبعا مع محاولتنا المستميتة ان قدرنا نستموت غصب عن اللى هايتكلم ويتحرقوا بقى
واشكرك على مساندتك لاهداء جلسة المائدة المستديرة الى روح محمد حسين بكر
وعندك حق هو له ثلاث كتب وبنت بس انا نفسى انشألله يبقى ليه ثلاث مجلدات فى مكتبة البنت اللى فى ما تتسأل بابا مين وكان بيعمل ايه
تقولهم بابا دا وتمسك الكتاب فى ايديها وهى بتقولهم اهه الكاتب دا
محمد حسين بكر

9 نوفمبر 2008 في 12:51 م  

بأذن الله
وأبعتيلى قصص محمد على الميل
وربنا يسهل
علشان كمان فى واحد فى الاستبيان مش عارف محمد حسين بكر...فهيجى دور مدونه أحزان معاويه

9 نوفمبر 2008 في 9:30 م  

سهى زكى
هويدا صالح
طه عبد المنعم
أنتم رائعين
بحبكم والله
شكرا لمحبتكم

10 نوفمبر 2008 في 12:23 ص  

Blogger Template by Blogcrowds