من يملك توكيل الرواية فى مصر

فى مقال الكاتبة اليمنية هند هيثم ملاحظة مهمة يجب أن نتوقف عندها وهى أن
وليست وصفة سرية لايعرفها إلا الكتاب الشبابا بل هى درجة من الوعى وحساسية فائقة للتجريب والتطور قد لاتتوفر عند كل كاتب وكما أن بين الشباب كتاب على قدهم وكتاب موهوبين، فأيضا بين الأكبر سنا نجد نفس الشيء. المشكلة فى تصورى مصرية بالدرجة الأولى، فلدينا هوجة من المبدعين الذين يفتخرون بأنهم لم يقرأوا لأحد، وأنهم لايقرأون فى الفكر والفلسفة حتى لاتفسد دماغهم، لأن دماغم متضبطة على روايتين لأصحابهم وسيجارتين حشيش ولابأس من وجود هؤلاء فقد كانوا موجودين فى كل زمن، لكن المشكلة أنهم الآن وبسبب اشتغالهم فى الصحافة وبعض منافذ النشر أصبحوا يفتون بالكلام ويقولون رأيهم بثقة غريبة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيضا لى تعقيب على كلام إبراهيم فرغلى

يرى أن كتاب القصة دخلاء على الرواية، وهذا قول مضحك جدا

أنا كتبت القصة وكتبت الرواية وعدت للقصة من جديد والان أكتب رواية ، ولا أجد مشكلة فى الانتقال بين الأثنين لأن السرد هو إمكانية واحدة ومعايير الطول والقصر شأن مرتبط بزاوية النظر للموضوع وكثافة اللغة ، وتعدد روافد الموضوع واتساعه
كما أنى أرفض اعتبار الشعراء دخلاء على الرواية، وإذا تكلمنا بهذه الصيغة فمن الأولى أن نرفض الصحافيين الذين يكتبون الرواية أو القصة أو الشعر لمجرد انهم صحافيين ويعرفون الكلام والكتابة وعندى مشكلة فى فهم مقولة الدخلاء أصلا ، وكأن أحدا بعينه يمتلك توكيل الرواية والباقى دخلاء عليه هذا كلام يخلو من كل منطق، فأنا أعرف أن الآستاذ فرغلى له رواية حازت الإعجاب، ودخل عالم الروائيين بسببها ، ولكنه قبل ذلك لم يكن روائيا ولاحتى قاصا ، فهل طالبه أحد بشهادة خبرة روائية قبل أن يطلع علينا بروايته أو هل اعتبره أحد دخيلا ولو أخذتا الأمور بهذه الطريقة ، وطالبنا كل كاتب جديد بشهادة خبرة فى الجنس الذى يكتب، فمن الأولى أن كاتب القصة لدية خبرة سردية عن الذى لم يكتب من قبل ، ومع ذلك فالأستاذ فرغلى يعتبره دخيلا على الرواية. هذه المشكلة منشأها فى ذهنه أنه أسير المفاهيم القديمة التى تظن أن ثمة حدودا فاصلة بين القصة والرواية
وأنا اتحدى أى واحد يقول لى ما الذى يوجد فى الرواية ولا أستطيع أن افعله فى القصة غير الطول والقصر ، وكذلك العكس صحيح

أقول أن السرد هوجوهر التعبير الإنسانى الحديث ، وقد استفاد كثيرا من التقنيات ، والرغبة فى التجريب ، ومن ثم فممكنات السرد أصبحت كبيرة جدا ، ومتعددة إلى حد كبير ، حتى أن التدوين أصبح فرعا من فروع السرد شأن القصة والرواية والنوفيللا والمتتالية وحلقات السرد واليوميات والسير الذاتية والتقرير القصصى وغيرها من طرائق السرد وليست الرواية وحدها ، ولكن الجميع يكتبون على مثل هذه الأعمال روايات ، فقط ليمتلكوا جواز المرور والشهرة

وعموما فهذه المساحة الواسعة من التجريب السردى تتيح الفرصة لكتاب آخرين من حقول غير الرواية ليكتبوا ويعبروا عن نفسهم سردا ، فليست هناك وصفة للرواية وأخرى للقصة بل هناك إمكانات عديدة للتعبير السردى.
التجريب يعنى حرية ، وفتح الباب لرياح التغير والتطور.
أما إذا قتصرنا الأجناس الأدبية على مجموعة متخصصين فإنها ستتجمد ثم تموت كما مات النقد بسبب انحساره على نخبة الأكاديميين والمتخصصين

أخشى أن يأتى اليوم الذى نطلب فيه من المبدع شهادة خبرة فى النوع الذى يحب أن يكتب فيه وصحيفة سوابق تؤكد أنه لم يكتب فى نوع آخر من قبل وتصريح بالكتابة من الوكيل المعتمد للنوع الذى سيكتب فيه وياريت الأستاذ فرغلى يقول لنا من يمتلك توكيل الرواية فى مصر، لأنى أنوى كتابة رواية
ولى رواية سابقة وثلاث مجموعات قصصية، فهل ممكن؟؟

1 تعليق:

والله كلام جميل ويليق بالمشهد الثقافى المتحذلق والنهج الذى شتت عقول المبدعين فى مصر
كيفية التنقل بين فروع الابداع بالنسبة للمبدع الحقيقى الذى يمتلك القدرة على البناء التصاعدى فى ابداعه هل تسبب عائقا يتسبب فى الحكم على اعمال هذا المبدع بالاعدام ؟؟
انت تكتب العامية المصرية على سبيل المثال وتمكنت من كتابة قصة رائعة من وجهة نظر المعايير الأدبية ما المانع ؟
يا أحبائى
رفقا بالابداع والمبدعين

1 ديسمبر 2008 في 7:11 م  

Blogger Template by Blogcrowds