أعجب من المبدعين الذين يتجهون للتنظير هكذا ببساطة دون خلفية ثقافية ومعرفية وغير قارئين جيدا للمشهد الثقافي بعامة والسردي بخاصة ، ولكن لا بأس لهم أن ينظّروا كما يشاءون ، ولهم أن يصكوا مصطلحات كما يريدون ، فقط عليهم أن يعوا خريطة المشهد الإبداعي والسردي حتى يأتي كلامهم ذو مصداقية لدينا نحن القراء
عموما ، وانطلاقا من حمى التنظير للرواية الجديدة ، وانطلاقا أيضا من فكرة أن مصطلح الرواية الجديدة ليس مصطلحا جديدا فقد طرح من قبل في الرواية الفرنسية ، فلم يعد ينفع أن نطلقه على الرواية في لحظتها الراهنة ، فلنقل السرد الجديد ، وهذا مصطلح أقرب للتصديق ، لأن السرد الآن يراوغ بين القصة والرواية والشعر ، سرديات متجاورة أحيانا ومتتابعة أحيانا ، سرديات صغيرة ، أو حلقات سرد أو حلقات قص ، .
تحولت الرواية إلى جسد كبير متسع لكل صوت ولكل شكل سردي ، استطاعت أن تحتوي حتى المعرفة والوثائقية والتأريخ ، فهل نقول الآن رواية جديدة ، أم نقول سردا ونخرج من المأزق ؟
عموما التسريد الآن أصبح يدخل في كل شيئ حتى تسريد التاريخ ، وكما قال إدوارد سعيد ما الأمم إلا سرديات كبرى !
ولو حتم علينا أن نطلق مصطلح الرواية متبوعا بوصف ما فكان الأولى بنا أن نطلق على السرديات التي تقدم في اللحظة الراهنة رواية ما بعد الحداثة ، وإن كنت أيضا أتحفظ على مصطلح رواية ما بعد الحداثة لأن السرد الجديد يعكس بعض تجليات ما بعد الحداثة ، لكنها لا تكتمل في السرد أو لا تشكل تيارا ، بل هي بعض التجليات التي انعكست في السرد .

0 تعليق:

Blogger Template by Blogcrowds