بعيدا عن تقسميات القصة والرواية والنفس الطويل والنفس القصير.
خلونا نتكلم عن هموم الكتابة ونحاول نشارك بعض فى طرق مواجهتها - الحيل اللى كل واحد فينا طورها واكتشفها من خلال شغله مع نفسه - سواء كانت هذه الحيل تخص طرق النشر والتعامل مع النشر الحكومى أو الخاص ، أو طرائق سرد وحيل كتابية وتعب على الأساليب والبحث والموضوعات - أظن إن مسائل شبيهة تحتاج لعمر كامل يفنيه الواحد فى استقصائها - لكن دعونا نتبادل تجاربنا
- على اختلاف الأعمار ومقدار التجارب والخبرات - بحيث كل واحد فينا يحس - على الأقل - إنه مش لوحده وإذا قدرنا نوصل لحاجة من خلال مدونة زى دى أو خلال فعاليات المؤتمر حاجة صغيرة قد حبة الرمل ، أعتقد إنه هيبقى إنجاز عظيم ورائع جدا، خلينى أبدأ وأطرح مسألة بتأرقنى أنا شخصيا كإنسان بيعافر مع الحياة ومع الواقع اليومى المريض اللى احنا كلنا عارفينه كويس.
وسؤالى هو لحد إمتى كل الناس اللى حوالين الكاتب ممكن يستفيدوا ماديا من شغله ما عدا هو ك الناشر كسبان كسبان - المكتبات الخاصة شغالة الله ينور / الصحف والمجلات بتنشر وبتوزع آخر حلاوة - العريس هو الوحيد اللى بيطلع من المولد بلا حمص
ويضطر فى نهاية الفرح إنه يحاسب ع المشاريب كمان - وغالبا لازم يشتغل علشان المم وأكل العيش - ، يشتغل صحفى أو مصحح لغة - مترجم زى حالاتى أو حتى موظف فى الحكومة أو واحدة من المؤسسات الثقافية - من غير ما يبقى له عين إنه يطالب بمقابل لكتابه، ده فى حالة إن الحظ ساعده وماضطرش يدفع للناشر فلوس عشان سيادته يقبل ينشر له الكلام الفارغ بتاعه.
كل ده على أمل إن بكره يتعرف ويقدر يتفاوض ويطلب اللى هو عاوزه من دار نشر كبيرة أو على أمل إن شغله يكسب جايزة أدبية كبيرة وتبفى خبطة العمر - وما أكثر الجوايز الكبيرة الآن - لكنها تبقى مثل اليانصيب يفوز به واحد فقط سعيد الحظ مقابل آلاف من التعساء الذين قد لا يقلون عنه موهبة واجتهادا.
ولا الاتفاق بقى صعب للدرجة دى بين الكتاب والفنانين والمثقفين
شكرا لد.زين على أستجابتة للدعوة بالمشاركة فى هذا المنبر الغير رسمى للشباب (واخد بالك يا أ.محسن) المشارك فى حل أجوبة السرد الجديد، ولكن تأتى الرياح بالغيام يا د.زين فقد أمطرت اليوم وفى هذة الساعة منذرة بأنتهاء الصيف ومبشرة تجربة لؤلؤة البحر الأبيض المتوسط فى الشتاء
أنوى أنا العبد الفقر الى الله – فلم أتقرب من ربى بكتاب أو أضحى بقصة أعلى حبال الاولمب – و القاص محمد عبد النبى لتنظيم مشروع ثقافى مع مطلع شهر يناير ولن نتحدث عنه أو عن فاعلياتة إلا إذا أكمل نيبو واجباتة والتى ألح علية القيام بها لدرجة جعلتنى أخشى لفقدان صداقتى به.
أشاركه الحماس – حول الحدث نفسة على الاقل – بأن يقام طوال سنة 2009 شئنا – أنا وهو – أو أبينا, سألنى محمد بجدية من يريد أن يستكشف خفايا صديقة وشريكه :" ما الذى يجعلك متحمس مثلى ؟" قلت بدون تردد وبساطة شديده :"لأنه فعل ثقافى"، اندهشت من تفوهى بهذة الصيغة لأن السبب الاقوى والحقيقى أننا سنثير أسئلة طوال مشروعنا ونعتزم تقديم إجابات وافيه عليها وعنها، بأختصار المشروع أو الفعل الثقافى هو محاولة للإجابة عن الاسئلة التى تشغلنى (كما تعجبنى الرواية أو القصة التى تثير أسئلة على مستوى الكتابة والموضوع) وبهذا أُخرجها من ألاوعى الى رؤى وأراء تتحرك.
هذا هو الحال تماما حينما أخبرنى الحاج سيد بأن عنوان مؤتمر أدباء مصر لهذا العام هو أسئلة السرد الجديد، من العنوان يتصارع فى ذهنى تيارات عنيفة مثل حوت ضخم يعاند غور المحيط الاطلسى، حتى أنه فى لحظه عقلانيه جدا توقفت لأنبة عقلى بأن يلجأ لليأس كراحة لأن الموضوع بأسئلتة وإجاباتة فضفاضة زياده عن اللزوم، دعك من أن التوقف دام للحظة رجعت بها الى جنونى حالما قرئت المحاور الست للمؤتمر.
عندما يصيبنى الارتباك لزخم الأفكار وتصارعها ،أستخدم حيلة بسيطة ولكنها نافعة جدا:
أن أرجع الى البداية، وأتمشى مع أفكارى خطوه بخطوة وأنظم أسئلتى لأضعها فى نصابها الصحيح وبالتأليد سأصل الى نتائج مهمة ومثمرة............... أسئل مجرب ولا تسأل طبيب.
البداية هى المادة الخام للكتابة وهى السرد.
سأترك نقطة البداية قليلا لأناقش ما هى المؤثرات التى جعلتنا نصف الكتابة الان والسرد بصورة أدق بالجديده وسيكون ذلك فى التدوينة القادمة.
واخيرا أيضا سأرحل إلى مرسى مطروح
مرسى مطروح التي شهدت مولد روايتي الأولى
التي شهدت ارتحالاتي في صحراء السلوم وبين ساحل المتوسط الأبيض هناك
حيث حاولت للمرة الأولى الكتابة بنفس طويل لاينقطع
كتبت هناك روايتي الأولى تحت عنوان مرسال الهوى، قرأها أصدقائي هناك ثم اختفت فجأة..كما ظهرت فجأة..انها الصحراء..
أنقطع عن السرد عشرة أعوام، عشرة أعوام في الصحراء الأخرى البعيدة في قلب الجزيرة العربية
هل كنت مجنونا لأفعل ذلك..
كانت الصحراء قد غيرتني تماما فأصبحت كائنا يسير بقوة الدفع الذاتي، مات السرد داخلي أو تلاشى بفعل آبار النفط التي كنت أحتسيها كل ليلة، حتى قفزت روايتي التساهيل لتعيدني مرة أخرى إلى السرد.. السرد طريق الوجود..
لاأدري اكيف أشكر الفنان الجميل سيد الوكيل وكل القائمين على هذا المؤتمر الذي يعيد للسرد الروائي اسئلته الأولى..
أشكر أيضا صديقي الجميل طه عبد المنعم على دعوته لي للكتابه هنا
اشكرهم من قلبي لأنهم سيتركون لنا جميعا الفرصة لنعبر عن حالة السرد الجديد التي تجتاح الرواية المصرية
شكرا للسرد مرة أخرى الذي أعادني للحياة
شكرا لكم ياأصدقائي