الرواية ياأصدقائي في كل عصر لها كتابة جديدة، ومصطلح الكتابة الجديدة في ظني المتواضع مصطلح نسبي فقد يكون عن طرائق جديدة في الكتابة، أو تناول قضايا جديدة بعينها، وقد تكون مناهج ونظريات جديدة في السرد والكتابة، وقد تكون نتيجة ظهور أدوات اتصال جديدة لم تتاح قبلا، ولكن وفقا للإنجيل فلا جديد تحت الشمس!.
الجديد في الرواية دائما وفي ظني المتواضع أنها تعبير عن روح العالم في حقبة ما، هذه الحقبة التي تتكرر دائما وتكررت من قبل آلاف المرات، لكنها أي الحقبة ترتدي ثيابا جديدة دائما.
إن الدفاع المستميت من شباب الكتاب عن كتابتهم الجديدة سيقابله بعد حين دفاع مستميت ممن أصغر منهم سنا بأنهم لم يأتوا بكتابة جديدة وبأنهم أصحاب الكتابة الجديدة، فيما سيجابههم أيضا دفاعا مستميتا من الجيل الأسبق بأنهم أصحاب الكتابة الجديدة أو أن كتابة الجيل الأحدث ليس فيها جديد؟ إنها المعضلة الانسانية للسرد في كل جيل سواء كان هذا الجيل يقاس بعشر سنوات وفقا لمنحى الكتابة، أو للتاريخ البيولوجي للجيل وأعنى به خمسة وعشرون عاما.
لا أبحث هنا عن من يتفق أو يختلف معي، لكنها جدلية التاريخ تفرض نفسها وفقا لهيجل من جانب، والرؤية الكلية للعالم في لحظة معينة هي مايميز العمل الروائي في كل عصر، فالعلم لايستطيع أن يقدم رؤية كلية إلا في اتجاه خطي أحادي معين، هذا العالم المهووس بقدراته المعرفية، في تلك اللحظة التي يشتد فيها الهوس تصبح الرواية نبيا جديدا يضع أيادينا على أماكن التقيح في الحضارة الانسانية، فوفقا لهيرمان بروخ أن الرواية تملك مبررا للوجود يفوق العلم وأي شكل فني أو أدبي آخر، حيث كان يكرر باستمرار أن اكتشاف مايمكن للرواية وحدها أن تكتشفه؛ هو ذا مايؤلف وجود الرواية.
إن حديث بعض الأصدقاء والصديقات اللطيفات عن اكتشافاتهن أو اكتشافاتهم في الكتابة الجديدة في الرواية حديث ينقصه المبرر التارخي، والعلمي والوجودى ومبني على نماذج لم تتجاوز بعد طور التكوين، ولم تضح حتى ملامح تجربتها!.
ماأريد قوله ألا نذبح شباب الكتاب بادعاء أنهم لم قدموا جديدا، بالعكس أعتقد أنهم قدموا جديدا في التعبير عن روح عصرهم هم وربما تمثل رواية أحمد العايدي "أن تكون عباس العبد" نموذجا يمكن الاعتماد عليه هنا على سبيل المثال لا الحصر، فيما قدم سعيد نوح نموذجا جديدا تماما في الكتابة في "ملاك الفرصة الأخيرة"، ولكن العشر سنوات القادمة قد دخلت غرف نومنا جميعا، ومعنى ذلك أننا يجب أن نستمع للجيل القادم أيضا، الذي سينادي بكتابة جديدة مغايرة، لقد ظلمنا الرواية المصرية بمصطلح جيل الستينيات، وبالمصطلحات الزمنية التي سيقت لتعبر عن نوع من الشوفينية في الرواية المصرية، كأن الجميع يبحث عن قطعة الأرض التي حررها من (مدعي الكتابة الجديدة) من الجيل السابق، وأصبح تجاور الأجيال كفرا بينا.
في ظني أيضا أن التعبير عن روح العالم في حقبة زمنية محددة هي التزام كاتدرائي من قبل كل جيل يأتي، بعض الأجيال تفشل لاعتبارات تتعلق بمساحة الحرية، ووطأة الالتزام، والخوف والقهر، لكن ذلك لم يمنعها من الانتاج، هذا الانتاج الذي له معايير كثيرة يمكننا القياس على أساسه، ومادامت اختلفت المعايير والقضايا والبيئة والظروف فليس معنى ذلك أن هذا الفشل هو فشل تعبيري، إنه فشل في التوصيل فقط، لأن الوعاء الذي يحمل الفكر لم يكن متاحا بدرجة كافية!
من اللافت للنظر أيضا أن تعبير الكتابة الجديدة يرتبط في أحد محاوره بظهور مجتمع المعلومات الذي اعترف به العالم في السنوات الأخيرة، أوهي نقلة لم تحدث في التاريخ الحضاري للإنسان منذ ظهر على الأرض إلا مع ظهور وتطور أدوات الكتابة، لم يكن لهذا المجتمع تأثير على قنوات الاتصال والوصول للمجتمع القارئ أكثر من أي تطور آخر حدث في التاريخ، هذه هي الظروف الحاكمة والاستراتيجية، ومع ذلك فكل الأجيال تقف الآن جنبا إلى جنب على شبكة الإنترنت.
لم أفهم لماذا هذا الصراع، أم هي رغبة في إزاحة البعض عن قطعة من الأرض لتحريرها من مفسدي الكتابة في الأجيال السابقة التي تتمحك في الكتابة الجديدة!
الجديد في الرواية دائما وفي ظني المتواضع أنها تعبير عن روح العالم في حقبة ما، هذه الحقبة التي تتكرر دائما وتكررت من قبل آلاف المرات، لكنها أي الحقبة ترتدي ثيابا جديدة دائما.
إن الدفاع المستميت من شباب الكتاب عن كتابتهم الجديدة سيقابله بعد حين دفاع مستميت ممن أصغر منهم سنا بأنهم لم يأتوا بكتابة جديدة وبأنهم أصحاب الكتابة الجديدة، فيما سيجابههم أيضا دفاعا مستميتا من الجيل الأسبق بأنهم أصحاب الكتابة الجديدة أو أن كتابة الجيل الأحدث ليس فيها جديد؟ إنها المعضلة الانسانية للسرد في كل جيل سواء كان هذا الجيل يقاس بعشر سنوات وفقا لمنحى الكتابة، أو للتاريخ البيولوجي للجيل وأعنى به خمسة وعشرون عاما.
لا أبحث هنا عن من يتفق أو يختلف معي، لكنها جدلية التاريخ تفرض نفسها وفقا لهيجل من جانب، والرؤية الكلية للعالم في لحظة معينة هي مايميز العمل الروائي في كل عصر، فالعلم لايستطيع أن يقدم رؤية كلية إلا في اتجاه خطي أحادي معين، هذا العالم المهووس بقدراته المعرفية، في تلك اللحظة التي يشتد فيها الهوس تصبح الرواية نبيا جديدا يضع أيادينا على أماكن التقيح في الحضارة الانسانية، فوفقا لهيرمان بروخ أن الرواية تملك مبررا للوجود يفوق العلم وأي شكل فني أو أدبي آخر، حيث كان يكرر باستمرار أن اكتشاف مايمكن للرواية وحدها أن تكتشفه؛ هو ذا مايؤلف وجود الرواية.
إن حديث بعض الأصدقاء والصديقات اللطيفات عن اكتشافاتهن أو اكتشافاتهم في الكتابة الجديدة في الرواية حديث ينقصه المبرر التارخي، والعلمي والوجودى ومبني على نماذج لم تتجاوز بعد طور التكوين، ولم تضح حتى ملامح تجربتها!.
ماأريد قوله ألا نذبح شباب الكتاب بادعاء أنهم لم قدموا جديدا، بالعكس أعتقد أنهم قدموا جديدا في التعبير عن روح عصرهم هم وربما تمثل رواية أحمد العايدي "أن تكون عباس العبد" نموذجا يمكن الاعتماد عليه هنا على سبيل المثال لا الحصر، فيما قدم سعيد نوح نموذجا جديدا تماما في الكتابة في "ملاك الفرصة الأخيرة"، ولكن العشر سنوات القادمة قد دخلت غرف نومنا جميعا، ومعنى ذلك أننا يجب أن نستمع للجيل القادم أيضا، الذي سينادي بكتابة جديدة مغايرة، لقد ظلمنا الرواية المصرية بمصطلح جيل الستينيات، وبالمصطلحات الزمنية التي سيقت لتعبر عن نوع من الشوفينية في الرواية المصرية، كأن الجميع يبحث عن قطعة الأرض التي حررها من (مدعي الكتابة الجديدة) من الجيل السابق، وأصبح تجاور الأجيال كفرا بينا.
في ظني أيضا أن التعبير عن روح العالم في حقبة زمنية محددة هي التزام كاتدرائي من قبل كل جيل يأتي، بعض الأجيال تفشل لاعتبارات تتعلق بمساحة الحرية، ووطأة الالتزام، والخوف والقهر، لكن ذلك لم يمنعها من الانتاج، هذا الانتاج الذي له معايير كثيرة يمكننا القياس على أساسه، ومادامت اختلفت المعايير والقضايا والبيئة والظروف فليس معنى ذلك أن هذا الفشل هو فشل تعبيري، إنه فشل في التوصيل فقط، لأن الوعاء الذي يحمل الفكر لم يكن متاحا بدرجة كافية!
من اللافت للنظر أيضا أن تعبير الكتابة الجديدة يرتبط في أحد محاوره بظهور مجتمع المعلومات الذي اعترف به العالم في السنوات الأخيرة، أوهي نقلة لم تحدث في التاريخ الحضاري للإنسان منذ ظهر على الأرض إلا مع ظهور وتطور أدوات الكتابة، لم يكن لهذا المجتمع تأثير على قنوات الاتصال والوصول للمجتمع القارئ أكثر من أي تطور آخر حدث في التاريخ، هذه هي الظروف الحاكمة والاستراتيجية، ومع ذلك فكل الأجيال تقف الآن جنبا إلى جنب على شبكة الإنترنت.
لم أفهم لماذا هذا الصراع، أم هي رغبة في إزاحة البعض عن قطعة من الأرض لتحريرها من مفسدي الكتابة في الأجيال السابقة التي تتمحك في الكتابة الجديدة!
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)