اليوم الثانى كان من أهم أيام المؤتمر والمائده المستديره التى كان ينتظرها كل المشاركين فى المؤتمر حظت بأهتمام مرعب، وعلى صغر القاعة كان أهم الشخصيات تحرص على الحضور للمناقشة وليس فقط للأستماع الى الشباب الجديد ورؤاهم ، على رأسهم حضر الدكتور أحمد مجاهد وألقى بمداخلة قويه وصغيره ولكنه كتب ملاحظات فيما يقرب من أربع صفحات. أجمع أيضا معظم النقاد أنهم أستفادوا من وجهات النظر المطروحه وأنهم سيستخدموها فى أطروحاتهم القادمة. أدار الجلسة بأقتدار الدكتور سعيد الوكيل، فيما غاب أحمد عزت وبالطبع نائل الطوخى على الرغم من وجود شهادتهم داخل كتاب الشهادات. هناك ملحوظة أخرى أن الادباء الشباب داخل المائدة أبدوا تنويه أن كلماتهم داخل الكتاب لا تعبر بشكل كامل عما ما يريدون قوله فقد ألتزموا بعدد معين من الكلمات، ولهذا فهم الاجدر ،على هذة المدونة، فى التكلم بشكل أوسع عن المائدة المستديرة . وقريبا سيتم تنظيم مائدة مستديرة فى القاهرة على هامش مؤتمر "أسئلة السرد الجديد" و بالاضافة الى ندوه أخرى لمناقشة الورقة التى وزعها أ/ سيد الوكيل بصفتة ناقد صاحب رؤية إبداعية و نقدية بعنوان " سرد بلا ضفاف" . أشار الاستاذ سيد الوكيل الى أهمية هذة الجلسة فى التعامل مع رؤى الشباب مباشرة دون الحديث عن غائب أسمه كتابة الشباب الجديدة كما لاحظ أن الاوراق المقدمة تنصب على القراءة الثقافية للمنتج الادبى
وأهدى الأستاذ سيد الوكيل أمين عام المؤتمر فى تقديمة الجلسة الى روح الكتاب الراحلين محمد حسين بكر ومحمد ربيع ونعمات البحيرى وخيرى عبد الجواد، الطريف أن حمدى أبو جليل طلب أضافه أسامه الديناصورى لأسماء الراحلين.
الان فى اليوم الثالث والاخير ستقام الجلسة البحثية الاخيرة و ختام المؤتمر مع التوصيات، ونراكم فى القاهرة بأذن الله
أما محمد عبد النبى فى مداخلته فقد أكد أنه لا توجد لدية أفكار مسبقة أو نتائج نهائية حول موضوع السرد الراهنة: كالانتاج والتلقى والصحافة والنشر، وتحويل الكتابة الى سلعه استهلاكية زائلة، وتهميش الانواع الادبية لصالح الرواية وتأثر الكتاب بذلك، ودور الصحافة الثقافية فى ذلك، ومدى ما حققته تجربة التدوين فى الحياة الادبية والثقافية.
وقدم الروائي طـارق إمـام ورقة عمل بعنوان "أسئلة الرواية الجديدة" قال فيها إن أسئلة كثيرة تدور حول السرد الجديد، رغم أن السؤال الأهم ـ في ظني ـ هو السرد الجديد نفسه. ما مواصفاته؟ ما أبرز نماذجه؟ ما الشروط المفارقة التي أسسها لتدشين جمالياته؟ ناهيك عن سؤال جوهري: هل هناك سرد جديد في مصر حقاً؟.
وأضاف : أعتقد أن من الأنسب الحديث عن "المناخ الجديد" الذي تشــهده الحيـــاة الثقافيــة، والذي يمكن تحديد قوامه بشكل
أوضح: دخول المدونات ساحة الأدب، تكاثر عدد دور النشر المهتمة بالأدب بالتزامن مع تزايد أعداد المكتبات بشكل ملفت، بروز قيم تسويقية لم نعهدها كحفلات التوقيع وإحصاءات الروايات الأكثر مبيعاًbest sellers ، انسحاب سلطة التقييم من بين يدي النقاد تدريجيا إلي أيدي القراء وهو تحول من السلطة الجمالية إلي السلطة الشرائية، وغيرها. هذه التفاصيل الجديدة تبدو قابلة للمقاربة في "جدتها" أكثر مما يمكن مقاربة الروايات الجديدة نفسها في "جدتها".. حيث لا زلت مصراً أن الروايات الجديدة في مصر لا تشكل تيارا جماليا مستقلا، ولا تحفل بقطيعة ملحوظة مع الأعمال السابقة عليها، ولم تظهر كتيار، مثلما هو الحال مع تيارات مجددة أخري كتيار الواقعية السحرية في أمريكا اللاتينية و الرواية الجديدة في فرنسا، ومن قبلها تيارات كالواقعية الاشتراكية و تيار الوعي و غيرها.
وتساءل عمر شـهريار في ورقته "الأنترنت: ساحة للتعبير عن الذات" : هل نمارس هذا السرد الإلكتروني وفق مواضعاته هو أم وفق تصوراتنا القديمة ؟ وبمعني آخر هل استطعنا أن ننجز جدة في الوعي تتساوق مع هذا الفضاء المغاير ؟ وقال : في ظني أننا _ حتي هذه اللحظة _لم نصل إلي الوعي الجديد الذي نبتغيه، فالمسألة _في تقديري _ أشبه بكوننا نرتدي ملابس جديدة علي جسد متسخ ...!نعم، لم يزل وعينا يدور في أفلاكه التقليدية القديمة، فأصبحنا نمارس معاركنا وصراعاتنا القديمة ذاتها، وبالوعي القديم ذاته، وإن اختلف الفضاء الذي نمارس فيه هذه المعارك.
وتحدثت مني الشيمي عن "السرد التدويني من.. ،وإلي.." عن النشر الإلكتروني حيث أكدت أنه ساعد علي اختراق التابوهات وظهور جدد علي الساحة، لم يكن تنحيهم عن الساحة الثقافية يعني عدم وجودهم، بل كان يعني عدم تسليط الضوء علي ما يكتبونه، وجدوا في النشر الإلكتروني ساحة واسعة، دون الحاجة إلي وسيط لتوصيل كتاباتهم.
وأشارت الكاتبة هويدا صالح متسائلة في ورقتها "الكتابة التدوينية" : هل التجديد الذي يتغني به البعض الآن هو وليد اللحظة الراهنة؟ ألم يسبق بإرهاصات عديدة فيما سُمي برواية التسعينات التي مهدت الطريق أمام هذه الطفرة الواضحة في طرائق السرد ؟
وهل يقبل المشهد السردي ذلك التعدد البين والواضح في طرائق السرد حتي أننا نجد روايات وقالت : سميت روايات تجاوزا ولكنها تبعد كل البعد عن مفهوم الرواية الأوربية بحبكتها وحدثها وزمانها المتنامي، نجد تلك الروايات تقف جنبا إلي جنب مع روايات تعتمد وحدة الحدث وتناميه ،روايات كلاسية الطابع تماما، وبجانب ذلك نجد روايات بنت الخيال التام والأسطورة، ونجد روايات تفيد من تقنيات السينما والميديا الجديدة، كل ذلك في تجاور وتنوع مدهش يستحق التأمل فيه عن كثب في جلسات مؤتمر كهذا.
النقطة الأخري التي أود التحدث فيها هي عن التدوين علي شبكة الإنترنت، وما هو السيناريو المتخيل لهذا الرافد السردي الهام، كيف يمكن أن يغير التدوين من خريطة المشهد السردي؟
وهل ما يكتب في بعض التدوينات الشهيرة مثل الكنبة الحمرة وذرياب ووسع خيالك وأرز باللبن لشخصين وعايزة أتجوز إلي آخر هذه التدوينات، هل هذا أدب تفاعلي أم هو أدب تشاعبي ؟
وحين تتحول هذه الكتابة التدوينية إلي كتابة ورقية يضمها كتاب كما حدث مع عايزة أتجوز والرقصة دي وأرز بلبن ألا يسجن هذا الكتاب ذلك الأدب التدويني بين دفتيه، وينفي عنه صفة التفاعلية ؟
كذلك ما أود مناقشته هو دور المؤسسات الصحفية، أو ما يسمي بالصحافة الأدبية في قيادة المشهد السردي والتأثير فيه، حين يحل الصحفي محل الناقد الذي يقرأ ويتأمل ذلك المشهد ؟
كذلك ما دور النشر الخاص في التأصيل لتيار معين في الكتابة ونفي ما سواه من تيارات كتابية أخري، وعدم الإيمان بفكرة التعددية ؟
كذلك أود الحديث عن فكرة الوكيل الأدبي، وصناعة النجم، وفكرة الأكثر مبيعا، وتأثير كل ذلك علي سيادة تيار أو اتجاه في الكتابة بعينه دون سواه.