انا اتفق تماما مع الكاتبة الجميلة رحاب ابراهيم ، فأن العلاقة بين الكاتب والمتلقى فى أزمة شديدة خاصة مع هؤلاء الذين يكتفون بالكتابة لمتلقى هم فقط الذين يعرفونه ولا احد غيرهم لا استثنى نفسى احيانا فى بعض نصوصى ، ولكن ليس السرد الرمزى فقط صانع ازمة مع القارىء ، بل السرد الذى يقترب للغة الشارع احيانا يجلعنا فى ازمة ، اذ اننا هنا لا نصنع لنا ككتات تلك الهالة المميزة لكل مختلف ، ورغم محاولات البعض للاقتراب من المتلقى بهذه الطريقة الا انه يفشل ايضا وسيراه المتلقى مجنون ، طبعا انا هنا اتحدث عن متلقى قارىء عادى وليس متخصص او هاوى او من نخبة المثقفين ، فالنتيجة واحدة وهو لا يدرى ، حتى وان نقل له حياته بالكربون على الورق بنفس اللغة سيتحدث لنفسه قائلا "جاب ايه جديد هايعملنا ايه يعنى الكلام دا ، نقلتنا من لحم ودم لورق وحبر" موضوع خطير ومحير ويحتاج للكثير من المحادثات والحوارات والابحاث التى تصل بنا لنتائج ، فمن هو الكاتب العظيم الذى يقف فى شرفة اخر دور يدخن بايب ويلقى نظرات متأففة اسفله على الناس جميعهم ما بين كتاب ونقاد وقراء ويلتقط بين الحين والآخر فكرة من فيلم أو كليب او حتى بواب العمارة وسائق التوك توك ليصنع بها عملا يهلل له بعدها اصدقائه البلكونينن امثاله وهم يدخنون الحشيش فى ظلام غرفة البلكونة أم ذلك الكاتب الذى يعيش الحياة كسائح اجنبى بين أهله ، يسير بينهم يتفحصهم ويتأملهم ويصنع منهم قصصا اسطورية وهم مكانهم لا يشعرون بما يصيبهم ، ام هو الكاتب القارىء المثقف "دودة القراءة الذى يعتمد على ثقافته الموسوعية للوصول لمخبة النخبة دون الاعتبار لهؤلاء او هؤلاء مشكلة كبيرة حقا واتفق تماما مع رحاب ابراهيم ايضا فى تمثيلها الكوميدى الساخر بمشهد فيلم اللمبى وهو بالمناسبة مشهد رمزى ساخر عن شكل المبدع فى اذهان الناس ، من خلال تجسيد الفنان "كريم جوجاك"لدور حبيب شاعر ومقارنته بحبيب "صايع" وهو الذى أداه "محمد سعد "ببراعة فى فيلم اللمبىترى من ومتى وكيف تحسم الازمة بين القارىء والمتلقى وهل سنهتم يوما بالمتلقى اساسا ، ام سيظل هكذا منبوذا طالما أنه لن يفهم شكرا للقاصة الاديبة رحاب ابراهيم على هذا الموضوع المهم فى اشكاليات السرد الجديد والقديم ايضا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
سيد الوكيل يقول...
هل تسمح لى العزيزة سهى بالتعليق على هذا الموضوع
المشكلة ياجميلة فى نظرتنت للمتلقى، نحن نتعامل معه على أنه كيان واحد
فى الحقيقة لايوجد شيء اسمه المتلقى ولكن هناك متلقين عديدين
الناس فى العصر الحديث لها اهتمامات عديدة ، ولها ذوائق عديدة فى اختيار اشكال الثقافة والمعرفة
وزاد الأمر تشتتا وتوزعا بعد ظهور وسائط جديدة لنقل الثقافة ، منسينما إلى تلفزيون إلى كمبيوتر وطبعا الصحافة
فليس الكتاب وحدة فى ميدان النعرفة
وليس الأدب وحدة كما كان فى الماضى
والحقيقة أن مفهوم الثقافة نفسه لم يعد مرتبطا بالكتاب أو بالمعارف التقليدية من أدآب وفكر وفنون
الآن أصبحت الثقافة تنتج فى الحياة اليومية على الموبايلات وبرامج الشات والمدونات وهذا يحقق نوع من الإشباع الثقافى للمتلقى
وفى نفس الوقت يجعل الفعل الثقافى متوزعا بين أجناس وممارسات عديدة
ومفهوم الثقافة نفسها أصبحت أوسع من كثيرا من الأدب والفنون التقليدية
فبرامج الطبخ وموديلات الأزياء زمباريات كرة القدم وأغانى الفيديو كليب وألعاب الجرافيك كل هذه الأشياء أصبحت من روافد الثقافة والمعرفة التى تلبى احتياجات الإنسان الجديد
باختصار الثاقفة لم تعد إبداع فردى يتلقفه الناس من شخص ما مهما كانت قيمته
هذا كان يحدث فى عصر العقاد وقاسم أمين وزكى مبارك والمنفلوطى وغيرهم زظل يتراجع تدريجا
فالثقافة الآن منتج اجتماعى يلبى احتياجات جماعية فكرة القدم ثقافة وتلبى احتياجات مادية ونفسية يحتاجها الناس
لهذا فى الغرب استبدلوا مفهوم المتلقى بمفهوم القارىء فى الأدب بالتحديد
وأصبح مقصودا به فقط هذا القاررىء الخبير والمدرب على تلقى العمل الأدبى ، وهو بطبيعة الحال قليل ونخبوى
أما المتلقى العام أو القارىء العام فلاوجود له
الموضوع كبير قوى ويحتاج لكلام كثير
13 ديسمبر 2008 في 2:51 م