هذا نص تحقيق كنت قد أعددت له لينشر فى جريدة الدستور اليومية ولم يتم نشره نظرا لاعتبارات لا اعلم عنها شيئا ، فقد قمت بأعداده بناءا على طلب من الأستاذ / سامح قاسم المشرف على الصفحة الأدبية فى ذاك الوقت من حوالي عام تقريبا بناءا على رغبته فى ان أتعاون معه ، فطلب منى تحقيق أدبى عن قضية أدبية تشغلني وكانت هذه إحدى القضايا التى شغلتني منذ فترة طويلة ولكن النصيب وبما أننى أؤمن تماما بالقدر والنصيب فقد جاء وقت التحقيق الذى لم ينشر وكأنه صنع خصيصا لهذه الفترة وهذا المؤتمر الذى جاء موضوعه مشابها تماما أن لم يكن هو عن السرد الجديد ... وهذه أراء أساتذة وكتاب مهمين الان فى الحركة الأدبية يشاء القدر آلا تدفن أرائهم الهامة فى درج مكتبى الى الأبد شكرا للظروف التى سمحت لى ان أطرح اراء كل من الادباء :
الاديب الشاب المسحور طارق امام والذى يكتب حكايات دستورية رائعة والاديب المتمرد الملسوع بحق والذى تتميز مدونته بعالم افتراضى مرعب ومختلف تماما عن كل الادباء المدونين وكذلك الصحفيين المدونين "نائل الطوخى" والاديبة الشابة التى تكتب وكأنها تصنع وليمة من اشهى الحلويات المغرية لتستمتع بسحر كتابتها الانثوية المتميزة والتى رفعت عن الكتابة الانثوية سبة تجنيسها "نهى محمود" صاحبة مدونة كراكيب الشهيرة وساردة الرومانسية المفتقدة .. كما تقرأ رأى الدكتورة الاديبة الحسناء جدا والتى تهتم كثيرا بأن تضع كتابتها ندا لكتابة الرجل بكل اختلافها حتى وان لم يكن عن قصد فهى اثبتت انها لها "سحر الموجى " والقاص والناقد والاخ الكبير والمهموم بقضايا الجيل المعاصر حتى وبعد ان يؤدى دوره كاملا مع جيلنا سيستمر مع من سيأتى بعدنا بأذن الله وكأنه يعطينا القدوة فأن لا ننسى أبدا نفسنا وان نظل نتذكر اننا كنا يوما ولايام نحتاج لاياد تمتد نحونا بالاهتمام الاديب والناقد "سيد الوكيل" وفى اخر الامر رأى كاتب حفر الزمن على ملامحه ملامح شقاء لا علاج لها حتى ولو تطور علم التجميل ليصبح علم التبديل ، انه كاتب لا يكتب الا الهم وأن تنكر لذلك ، يكتب وهو يشرب دمه من دمه " حمدى أبو جليل "
*************************
الكتابة عالم زخم وثرى وهى متعددة الأجناس وأثبتت أنها تستوعب الكثير من التفاصيل سواء على مستوى الاشخاص أو الاحداث أو وصف المكان او تحديد الزمان فالرواية والقصة وايا ان كان شكل وطريقة التعبير المكتوبة أدبيا تمثل رصد لعذابات وأفراح الانسان وورغم أن اشهر الروايات التى اثرت فى التاريخ الانسانى رواية "الجريمة والعقاب" لديستوفسكى كانت كبيرة الحجم جدا وقت صدورها وحتى الان ، وفى السنوات الاخيرة صنع "نجيب محفوظ" و"ماركيز" و"باولو كويلهو" وأيزابيل الليندى" وباتريك زوسكيند" ضجة برواياتهم الناجحة باختلاف لغة الكتابة وطرق السرد لدى كل كاتب منهم ورغم التجديد فى السرد الروائى والقصصى الجديد الا انه صعود "علاء الاسوانى" بروايته الصادمة "عمارة يعقوبيان " كان فارقا نظرا لعودة السرد التقليدى مما أربك الكثير من الكتاب الذين عادوا أدراجهم للكتابة التقليدية على اعتبار انها ناجحة متناسين ان الفكرة ليس شكل السرد ولغته بقدر ما هى لها اعتبارات وحسابات اخرى لدى القارىء واصبح علاء الاسوانى من أهم الروائيون الذين لا يكتبون اقل من مائتى صفحة على الاقل، رواياتهم كبيرة بالمقارنة بالروايات الحديثة التى تصدر الان لكتاب شباب أيضا اثاروا ضجة ، فالروائى الشاب أحمد العايدى صنع روايته " أن تكون عباس العبد " فى صفحات قليلة فبدت وكأنها قصة طويلة بأسلوب يناسب المصطلح الشهير ما بعد الحداثة ولكنها رواية ناجحة أثارت ضجة حولها ورغم صدورها منذ اكثر من أربع أعوام إلا انها لازالت حتى الان مثار احاديث تؤيد وتعارض هذا الشكل من الكتابة الجديدة ، فهى بالفعل قلبت موازين الرواية ، وظهر بعدها الكثير من الروائيين الشباب متأثرا بهذا الحجم الصغير للرواية ، هل هناك كتابة جديدة ، هل الكتابة الجديدة مرتبطة بلغة العصر فقط ...؟ ها نحن امام نموذجين مختلفين للنجاح للوصول لقارىء النخبة والعادى فى ذات الوقت مما يضعنا فى حيرة ، رواية بدى سردها تقليديا ورواية سردها حداثيا او مختلفا ويعتمد على المصطلحات الحديثة الشبابية ولغة الشارع والشباب ، ترى من يحسم لنا الأمر ...

الروائى الشاب طارق امام أخر رواية صدرت له "هدوء القتلة" وهى ايضا من الروايات المهمة فى الثلاث اعوام الاخيرة حيث ينتهج طارق فى كتابته طريقة خاصة جدا به تعتمد على دمج الفنتازيا بالواقعية وهو فى طريقة الان لتغير دمائه ان جاز التعبير لانه يشعر انه لا ينتمى لجيل معين او طريقة معينة فى السرد لأنه اولا يحترم كل جيل بكل تجربته وثانيا يرى ان مسمى الأجيال مسمى غير هادف ، فان كل عمل يفرض جودته سواء لشاب او لكبير سواء كبير الحجم اوصغير كما يؤكد أمام على أنه لا يوجد مسمى اسمه الكتابة الجديدة ولكن تظهر كل فترة موجات تحمل من الاختلاف بين افرادها بقدر ما تحتمل من السمات المشتركة وبالتالى فكل كاتب له خصوصيته بمعنى ان ما يكتبه احمد العايدى يختلف مثلا عما يكتبه نائل الطوخى ، فما اريد توضيحه ان هناك سمات مشتركة عامة جدا بين جيلنا ولكن تبقى الجماليات خاصة جدا بكل كاتب ...فعلى سبيل المثال كلنا ككتاب فى هذا الجيل نعيش لحظة واحدة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ولكن كل واحد فينا يعبرعن رؤيته لهذه اللحظة بلغته فأنا على سبيل المثال اميل للاجواء الخيالية فى التعبير عن رؤيتى للواقع وارى ان ظهور الروايات القصيرة والتى تبدو قصة قصيرة طالت قليلا وانت تقرأها ان السبب فى ذلك ان الكثير ممن يكتبون القصة القصيرة اتجهوا لكتابة الرواية ، لكن هذا لا ينفى ان هناك روايات قصيرة يكتمل فيها عالم الرواية .

أما الروائية الشابة "نهى محمود " وهى أحدث روائية فى الوسط الأدبى والتى اثارت روايتها الكثير من اللغط نظرا لبساطة الموضوع كما يرى البعض ونظرا لصغرحجم الكتاب أيضا ترى نهى ان ظاهرة النجاح المدوية لجيل الستينات لم تحدث فقط بسبب غزارة انتاج كل كاتب وعشرات الكتب التى ألفها كل منهم ... وإنما يأتى أيضا دورالدعم الذى كانت تقدمه الدولة فى تلك الفترة ووجود مؤسسات فاعلة مثل اتحاد الكتاب ونادى القصة وتضافر جهود يوسف السباعى واحسان عبد القدوس وغيرهم وكذلك ازدهار الانتاج السينمائى للأعمال الادبية ساهم فى انتشار واسع لهؤلاء الادباء وعرض الاعمال على قطاع كبير من الجمهور غير مقتصر على القارىء وانما اتسع ليشمل التليفزيون والسينما .

أنا شخصيا اعتقد ذلك لا يبرر حالة هدوء وصمت طويلة استمرت حتى التسعينات بحيث تبقى الساحة الادبية على مدى عقدين من الزمان شبه خالية من مبدعين يقدمون بصمة فى قوة جيل الستينات بينما عاد التأريخ للأدب مرة اخرى برواية عمارة يعقوبيان وانتاجها الضخم للسينما وكذلك النجاح المبهر لرواية " أن تكون عباس العبد "لاحمد العايدى"وهى بداية جديدة أعادت الرواية لدائرة الضوء وخلقت جمهور من الشباب له ذوق يلائم العصر يحتل الادب الحديث الذى يقدمه الشباب منطقتين هما الذاتية والفلسفية بحيث يكتب الادباء الشباب عن العالم من خلالهم هكذا يستطيعون توصيل اصواتهم ووجهة نظرهم وربما يمضى التيار الفلسفى فى وصف الواقع لمواجهة المعيشة التى وصل لها الاوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية فى هذه الفترة ، روايات قليلة هى التى خرجت من هذا الاطار لتبقى على تقليدية السرد الا انها لم تخلو من تغيير شديد فى اللغة والسرد ..

فالروائية المتميزة "سحر الموجى " التى صدر لها مؤخرا رواية " نون " والتى حققت نجاحا ملحوظا فهى تشعر انها تنتمى اكثر لجيل التسعينات من ناحية التوقيت الزمنى بالتحديد وليس الأنتماء لنوع معين من الكتابة فهى ترى ان هناك صعوبة فى التنبؤ بدوام هذا الشكل الجديد مسألة طول الرواية أو قصرها ليس معيارا للجودة فهناك أعمال قصيرة وجيدة وصعب إطلاق رأى بأنها مجرد موضة فالرواية تتوقف على فنياتها على عالمها صعب رصدهذه القصة أتمنى الا يكون استسهالا ، أرحب بأى عمل قصير ولكن المهم الا يكون مكتوب من منطلق "بلطجة" على الرواية فالاستسهال معناه الخطورة فهناك البعض يتجرأ على الكتابة ـ ولكن يبقى فى النهاية الحكم للزمن على روايات هتعيش او روايات بتتولد ميتة ...
الروائى نائل الطوخى والذى يتابع الأن أصداء روايته الجديدة "بابل مفتاح العالم " لا يختلف كثيرا فى رأيه مع طارق امام إذ أنه يؤكد على انه منذ صدور رواية "العايدى " أن تكون عباس العبد وحققت نجاحا مدويا وتم الاحتفاء بها عن طريق الكتاب الكبار والصغار ايضا وفى المنتديات الادبية ولكن تم الاحتفاء بحالة مفردات اللغة الموجودة بها مثلا فى حين تم التعتيم على مواطن العمق الحقيقية فى الرواية وهو نفس التوقيت الذى توقع فيه النقاد ظهور جيل جديد يعبر عن نفسه بمفرداته ومثل أى نقاد كبار لا يتوقعون من الأصغر أن يكون عميقا وانما مجرد متحركا مرنا خفيف الظل ..وبهذا الشكل تم تدليل رواية عباس العبد ولم يتم الالتفات لمناطق العمق بها ايضا فى نفس الوقت الذي يقلق فيه الكتاب الشباب من كتاب الستينات ويسخرون منهم احيانا نظرا لثباتهم فى الكتابة الواقعية وعدم التطرق للخيال والتجريب ، ولاسباب مادية تم وضع تصنيف "رواية " على بعض الكتب التى تشبه قصة طويلة او لكتاب غير قادرين على كتابة رواية كبيرة واذا كان هناك سمة للرواية الجديدة فهى زيادة المقروئية للرواية لانها ظهرت فى وقت تكونت فيه ظاهرة " الاعلى مبيعا " مثل علاء الاسوانى واحمد العايدى وكذلك صراع دور النشر والمكتبات كل هذا ساهم فى قراءة الرواية وخاصة الجديدة .
اما الاديب والناقد الادبى سيد الوكيل فهو لا يغفل الخلفية التاريخية التى تؤكد ان التجديد ليس له وقت بالطبع ففى منتصف العشرينات من القرن الماضى ظهرت جماعة الادب الحديث وكانت تعد ذات ملامح جديدة وخاصة فى ذاك الوقت لدرجة اعتبرها الناس نوعا من الانحراف وظهرت ايضا فى بداية التسعينات جماعتين هما نصوص 90 وجماعة الجراد واذا كانت جماعة الجراد اهتمت بتقديم مشهد ابداعى جديد فنصوص 90 قدمت بفضل النقاد الذين قدموا حركة نقدية مواكبة لهذا التجديد واستطاعت استيعاب هذه القفزة الابداعية ولكنها فى جميع الاحوال لم تكن كافية لانتاج مشروع رواية مصرية متميزة وهذا معناه ان كل حركات التجديد فى مصر تتحرك فى الشكل الطبيعى ولم يحدث ولم يحدث ان قامت نهضة روائية شاملة بكتابا ونقادها وناشريها وقرائها على غرار ما حدث فى امريكا اللاتينية واسست لمشروع الرواية الواقعية السحرية ولا ننكر ان اديبنا الراحل نجيب محفوظ وضع الرواية المصرية على خريطة الرواية العالمية والرواية الجديدة قامت بتهميش دور القصة القصيرة تماما واعادت الى الآذهان فكرة النوع الادبى وكنا كنقاد تجاوزنا هذا المسمى فى نهاية السبعينات وبداية الثمانينات ، أن حصاد ما يسمى بالكتابة الجديدة لا يمكن انكار ان هناك رواية تعد اضافات ولكنها فردية ولكن نفتقد للمشروع الروائى ورغم ازدهار النشر واقامة مؤتمرات للرواية والجوائز يشعرنا ان حصاد هذا الزمن من الرواية غير حقيقى على الاطلاق ، فلم تظهر بعد ملامح هذا الجيل فاننا نجد الرواية فى مصر لازالت غارقة فى الوصفات السحرية لصنع رواية ناجحة كاقحام الجنس بمبالغة ودمجه بشخصية المثقف المآزوم وابتعاده عن واقعه تماما بالاغراق فى الجنس والمخدرات مما يخرج لنا فى النهاية رواية هزيلة فى الحجم وفى عطائها الفنى والجمالى ويجدر الاشارة ان مايحدث الان ان هناك شىء مختلف فى ملامح الجيل الحالى يحاول ان يبحث عن ملامح تميزه عن جيل سابق
اما الروائى المهموم كما يحلو لى تسميته "حمدى ابو جليل" والذى قدم لنا رواية هامة فى الفترة الماضية وهى روايته الشهيرة " لصوص متقاعدون " التى ترجمت الى عدة لغات وكذلك اخر رواية "الفاعل " يرى أن هناك بالفعل رواية جديدة وهو يؤكد على ان مايراه البعض عيبا فهو يراه ميزة كبيرة فأهم سمات الرواية الجديدة انها ليست كبيرة الحجم وظهرت حالة روائية جديدة والثقة فى التجربة الشخصية كمشروع ابداعى ادبى وهذا يتمثل فى عدد من الاعمال والكتاب الشبان الموجودين على الساحة الان وأيضا فتحت الشهية لقراءة الروايات بل واصبحت الرواية وسيلة جديدة للتعبير عن النفس والرواية الصغيرة او الرواية التى بها حدث هى حالة جديدة فى الكتابة وهذا يرجع لان التجربة حق مشروع بعدما كان الكاتب يتخفى وراء شخوص رواياته وقصصه وهذا صنع حالة من الحميمية بين الكاتب والقارىء .
ترى هل كان يستحق هذا التحقيق ان ينشر .. عذرا للاطالة ولكننى ارى انه كان من حق كل شخص فى هذه التحقيق ان يعرف انه لا يمكن ان تتوفر لى فرصة لنشر أرائه ولا استغلها
.

حال النقد فى مصر

هذة التدويته أعتقد فى أهميتها لموضوع السرد الجديد ومتصله بشكل ما مع تدوينه طارق أمام وهى موجوده على مدونه أيام هند ل سيد الوكيل وسأحدثكم المره القادمه عن الصله بينهم


أظن أن النقد فى مصر الآن يعيش لحظة انتقال وتجديد، وأظنها ستطول قليلاً لأنها ليست نقلة تقليدية من جيل يسلم فيها الراية لجيل آخر، بل نقلة نوعية. هناك جيل قديم من النقاد مازال يعمل بنفس تقاليده التى تتراوح بين النزعة الأيديولوجية والذهنية الأكاديمية أو تجمع بينها فى أحسن الأحوال، يطرحون على النص الأدبي أسئلة ذات مرجعيات سياسية من قبيل... ما الأدب... الدور الاجتماعي له... علاقة الأدب ... بالأيدولوجيا ... الأدب بين الحرية والالتزام، وهى كلها أسئلة ارتبطت بفلسفة الحداثة، ولكننا الآن نعيش عصرا مختلفا. هناك عدد من النقاد الشباب أكثر استيعاباً للمتغير الثقافي الذى اجتاح العالم فى ربع القرن الأخير، نتيجة لتطور وسائط الاتصال وسهولة نقل وتبادل المعلومات والمعارف، كما أننا تعيش الآن عصر الصورة، التى سوف تنتج لغتها و جمالياتها المختلفة عن الكتابة، وستغير كثيراً من المفاهيم عن النص والقراءة، ومن ثم مفهوم الإبداع نفسه الذى يتحول من الاستاطيقا التقليدية إلى نوع من المهارات التقنية والتى سوف تنتج بدورها فنوناً جديدة عبر برامج الجرافيك وتقنيات الصورة ، وسوف يؤثر ذلك بالتأكيد على النص الأدبي على نحو ما تسعى إليه الرواية الرقمية ورواية المعلومات ، والنص متعدد الوسائط ، وهذا موضوع شرحه يطول وأكبر مما نتصور، ولكن علينا توقع جيل من المبدعين والنقاد شديدى الاختلاف عما هو موجود الآن، أظن أن بعض ملامحه تتشكل الآن وربما تحتاج وقتاً ، ومع ذلك يمكن الإشارة إلى أسماء تمارس النقد فى سياق ثقافي جديد، وهم ليسوا بالضرورة من الأكاديميين ، كثير منهم من المبدعين أنفسهم ، بل سيكون للمبدعين الكلمة العليا فى انقد مستقبلا .

عموما المشهد النقدى الجديد فى مرحلة انتقالية ، وهو يجمع بين نقاد مختلفين فى خبرتهم ووعيهم النقدى ، ولكنهم يتفقون فى أن مرجعيتهم الوحيدة فى قراءة النص الأدبى هى المحيط الثقافى العام وليس الاجتماعىأو السياسي فقط، نذكر أسماء مثل :يسرى عبد الله ـ مهدى صلاح ـ محمود العشيرى ـ محمود الحلواني ، حمدي سليمان ـ طارق إمام ـ هويدا صالح ـ محمد عبد النبى ـ عبير سلامة ـ سيد ضيف الله ـ عمر شهريار ـ محمد سمير عبد السلام ـ محمد الشحات ـ حاتم حافظ ـ أيمن بكر وغيرهم .

إنهم من أعمار مختلفة ولهم فهم مختلف فى النقد ويعتبرون امتدادا لجيل آخر أكثر خبرة مثل : مجدى توفيق ومصطفى الضبع ورمضان بسطاويسى وحسين حمودة، وأيمن تعيلب وهكذا قائمة النقاد ممتدة ومسيرتهم متتابعة فليس صحيحا أن مصر ليس فيها نقاد، كل ما فى الأمر أنهم مختلفون عن الكبار وأن الكبار لايريدون الاعتراف بأن مفهومهم للنقد هو الذى انتهى وأنهم لم يعودوا وحدهم فى المعلب.

أنا أنهيت مقولة:

( أن الناقد هو مبدع فاشل )

.. بعض المبدعين كانوا نقادا رائعين مثل عمنا يحيى حقى، ولكنهم أحبطوا بسبب هذه المقولة ولم يهتم بنقدهم سوى القليلين. الناقد مبدع فاشل : هذه مقولة سخيفة رددناها كثيرا فى الماضى .. أكتب النقد والإبداع ولا أحس بمسافة من الاغتراب بينهما .. وأى مبدع يستطيع أن يكون ناقدا بقدر اجتهاده فى المعرفة النظرية وبقدر موهبته وذائقته فى قراءة النص الأدبى ، فالناقد الكبير لابد أن يكون مبدعا حقيقيا. لا أجد مشكلة فى أن انتقل من الإبداع إلى النقد أو العكس ... أنا أؤمن أن الذات متعددة ومتجددة وحرة وليست شيئا واحداً ولا مبرمجا . بعض المبدعين أصبحوا كتاب سيناريو شطار وصحافيين كبار فما المانع أن يصبحوا نقادا ... ربما هذا أقرب لهم ... وأنا أدعوا كل مبدع أن يمارس النقد لكى نتخلص من سطوة النقاد الأكاديميين الذين يأتون إلينا بالبرامج والموازير فى حقائبهم، وأدعوا النقاد الجدد الذين اشتغلوا بالأكاديمية أن يفرقوا بين النقد الأدبى والبحث الأدبى فلا نريد مزيدا من الأكاديميين الذين دخلوا النقد عن طريق مكاتب التنسيق ولمجرد أنهم كانوا تلاميذ يجيدون الحفظ فى الثانوية العامة.

ليبقى هؤلاء محترمين فى قاعاتهم الدراسية، أما إذا أرادوا أن يلتحموا بالواقع الأدبى وأن يمارسوا النقد ، فعليهم أن يكونوا قادرين على التفريق بين الأداء النقدى الإبداعى والأداء المهنى الأكاديمى، وبعضهم ينجح فى ذلك فعلا منهم رمضان بسطاويسى وحسين حمودة ومحمد بدوى. الكرة الآن فى ملعب الإعلام الذى يعانى مشكلة مهنية وأخلاقية خطيرة ، لكنه الآن يتحكم بمقاليد الشأن الأدبى ، ومن ثم فإن كثيراً مما يصدر للقارئ من إبداع ونقد يمر عبر الإعلاميين وهم بدورهم يفتقدون الخبرة النقدية ، ومع ذلك فهم يؤثرون فى الذائقة القرائية، ويشكلون وعى الناس من خلال أحكام احتفالية متسرعة كل هدفها ملء الصفحات، ومن ناحية أخرى فإن عدداً كبيراً من المبدعين والنقاد المتخصصين يتحولون إلى الإعلام، فهو يضمن لهم بعض الدخل الذى يعينهم على تكاليف الحياة، كما أنه يضمن لهم الانتشار السريع والواسع، ولكنهم فى الغالب، ومهما كانت خبرتهم، يخضعون لشروط الإعلام، فيقعون فى أحكام القيمة المتسرعة لمواكبة حركة النشر الواسع ، وربما يخضعون لتوجهات الجريدة أو المجلة فيفقدون شرط الموضوعية ، ولا أريد أن أتكلم عن النقد الذى يتم فى إطار المصالح والصفقات والعلاقات الشخصية، لكن الأخطر فى الأمر أن النقد الإعلامى يخضع لنمط الاستهلاك، فبعد فترة لايبقى منه شيئ فى الذاكرة فلا يؤثر فى الحراك الأدبى ولا يوجهه.

بعض النقاد المشهورين ليسوا نقادا .. لديهم كلام جاهز يصلح لكل النصوص .. ومقدمات نظرية لاعلاقة لها بالنص ، ولكنهم يصرون على أنهم كبار ... ياعم .. خليها على الله

ايها الساردون فى دنيا الخيال

ايها الساردون فى دنيا الخيال
كنا عائدون من مؤتمر السرد وصديقى يسند أفكاره على زجاج الحافلة ، وضجيج عقله يغطى على انين الاسفلت ، تمثال من الفكر وبعض الدم وقليل من العظام ، لا يتحرك لكنه ليس بساكن ، فجاءة لدغته فكرة ما فأفزعتنى حركته المباغتة ، أخرج بطاقة هويته وشطب بقلمه على ما بعد الوظيفة وكتب فى تعجل البركان فى خانة الوظيفة وفوق الاحرف المشطوبة " سارد". عاد من قمة توتره بابتسامة رضى ثم غلبنا السلام والنعاس .
شكرا لأمانة المؤتمر على كرمها وكراماتها ولها منى تحية ياسمين ، وللاصدقاء سلام بعرض الوفاء
محمد رفيع

للأستاذ / سيد الوكيل

لا اعرف ما الذى يمكن ان يقال هنا بعد ما قيل أهم ما يمكن ان يقال من رجل بهذا الثقل، الازمة اننى اخشى ما أخشاه ان استرسل فى سرد أهمية استاذنا / سيد الوكيل على الساحة الادبية وداخلها، فهو من الجنود المجهولين الذن أخذوا على عاتقهم الاهتمام بكل ما هو جديد وشاب ويستحق ليزيدون نوره اذا كان منيرا ويلمعه بالفعل اذا كانت لمعته باهتة شأنه فى ذلك شأن كثير من الادباء والكتاب الشرفاء شديدوا الحساسية الذين يقدرون معاناة الاديب فى بداياته.

أن ما قاله الاستاذ سيد الوكيل هو بالفعل ما احكيه لكل الناس عندما تأتى سيرته، فأول ما يأتى لذهنى ان أقول أنه من أول الناس الذين شجعونى ووقفوا بجانبى وساندونى أنا وشريكاى فى بوح الارصفة، وكذلك جاء اهتمامه بكتابتى كأنثى تكتب فى مجمتع لازال يتمتع بذكورية متفشية بغباء، رغم اداء البعض بالتحرر والخروج من ازدواجية الشرقين المعروفة الا انه لم يتحرر ابدا وداخل الوسط الادبى ومن زملاء يدعون انهم مثقفين ومتحررين لاقصى حد حتى انهم فى كتابتهم ينتهجون مناهج غربية شديدة العرى الفكرى، معززين ذلك بأن الادب خارج اطر التقييم الاخلاقى ، ولكنهم لا يقبلون بالفعل ان تكتب امرأة بتحرر او حتى بغير تحرر، هم يحاربون الانثى بغض النظر عن كتابتها ، الا لو استطاعت هذه الانثى اختراق عقلهم وتحديهم بشكل ذكورى عنيف ، وهذا ما أرفضه ايضا، وهذا رغم اعتراضى الشديد عن فكرة انثى وذكر فى الكتابة الا اننى وجدته بشدة واضح تماما فى مجتمعنا الادبى الصغير، ولا يتحمس احدهم الا لو كانت أنسة "ليسئم" عليها أو "لونة كدا ومبتسمة" أو أى حاجة تانية والسلام، لكن ان يتحمس احد لسيدة تكتب دون اى دافع سوى كتابتها فهذا ما لاقيته فى القليلين من النقاد والكتاب الاصدقاء ومنه أستاذى أستاذ جيل من الشبان سيد الوكيل وأنا الذى اشكره على تذكره لأديب شاب ظلم وهو على قيد الحياة ولازال يظلم حتى الان ، ورغم اننى وفقت فى طبع مجموعة قصصية له ، وتم عمل حفل توقيع لها فى مكتبة البلد ، وكان حفلا مبشرا بأن هناك من سيهتم بكتابة هذا الشاب الذى ترك ساحة القتال الادبية وهو لم يكمل عامه الـ33 بعد ، إلا أن هناك الكثير والكثير من القصص لازالت بانتظار ناشر يعرف قيمة كتابة محمد حسين بكر ويراها كما أراها أنا ويراها كل من أحبوا كتابته ، فقد كانت أزمة محمد حسين بكر رحمة الله عليه الوحيدة أن صوته عالى فى أرائه وحادا جدا ، فقد كان يكتب صحافة فى اكثر من جريدة وكان يهاجم فيها كل من يستحق الهجوم من وجهة نظره دون أى أعتبار، وكذلك كان يقوم بتغطية الكتب والنقد للسينما والمسرح والموسيقى ، وكان متابعا جيدا للرياضة بكل أنواعها ، وكان متحدثا لبقا نظرا لغزارة افكاره وثقل ثقافته الذى لا أعرف متى كونها حقا وهو فى هذه السن الصغيرة ، وكان يميل للتجريب فى الكتابة وهو ممن بشروا بتحرر الكتابة من الشكل وتنوع اشكال السرد ، ونتيجة لهجومه الشديد على بعض المدعين فقد تعاطف الكثيرين عندما اشتد عليه المرض لدرجة انهم لم يصدقوا انه بالفعل مريض مرض يؤدى الى الموت فيماعدا القليلين ممن صادقوا محمد عن حق وعرفوه عن قرب وكان منهم الأديب الكبير الذى كان ينشر له قصصه بجريدة القاهرة دون أن يراه او يعرفه الاديب الكبير / علاء الديب وكذلك الاديب علاء الأسوانى والاستاذ محمد جبريل واسامة البحر وصديقه البنهاوى الأصيل الروائى والناقد أحمد عامر الذى كان يغيب ويأتى له هو واصدقاء بنها محمد على عزب ومحمد ابو الدهب وعصام حجاج رحمه الله ومدحت أمام فى المستشفى وكذلك نائل الطوخى ومحمد صلاح العزب ونهى محمود وسلوى عزب ومحمد رفيع الذى ظهرت محبته الحقيقية لمحمد أكثر بعد وفاته وكذلك هناك الصحفيين الذين تابعوا محمد وازمته وكان منهم الاستاذ عزت القمحاوى وحسن عبد الموجود ، وصفحة المساء الاستاذ محمد جبريل ويسرى السيد فى صفحته بالجمهورية كما ترى وحتى ان تذكرت اسماء اخرى فالمحبين لمحمد حسين بكر قليلين بالمقارنة بالاخرين الذى كانت لهم لسان حلو ومعاملتهم طيبة مع كل الناس ولا يطيقون ان يغضبوا احد منهم.

لذلك ظلم محمد حسين بكر مع وضع فى الاعتبار ان أخبار الأدب لم تغفل حقه كما تتذكر دائما الكثير من الادباء المهضوم حقهم اذا ما استطاعوا الوصول لهم ولأن محمد حسين بكر لم يحظى بشلة عظيمة تهلل له بعد موته وتنادى بعمل جوائز وتكريمات لا نهائية لروحه المعلقة ولا كان شخصا منافقا للوصول الى صفحات الجرائد والجوائز احيانا كما انه لم يكن يعرف احد لخاطر مصلحته الادبية ابدا فقد مات محمد حسين بكر (فطيس) بعد معانا مع المرض والفقر واهل جهلة لا يفهمون ابدا.

ما قيمة هذه الكتب الذى ينام وهو يقرأها وهذه الجرائد الذى صنع منها سريرا ضخما لا يبان منه وهو نائم ، محمد حسين بكر يستحق الكثير ولكنى لم استطع يوما ان اطلب ذلك بصوت عالى لاننى ببساطة زوجته وكاتبة ايضا بمعنى اوضح اننى خفت من شكوك البعض بأننى أريد ان أسلط الضوء على نفسى من خلال محمد حسين بكر اوكما يقولون المتاجرة، فأنا فى منتهى الفرح بهذا الكلام الرائع والمبهج الذى قاله اديبنا الجميل والانسان الاجملسيد الوكيل عن محمد حسين بكر وعن رفيع وعنى ولا أعرف اين اختبىء من الفرحة التى تكسو وجهى الأن وأنا بعد هذه المدة من رحيل محمد أجد من يتذكره ويطالب بتكريمه حقا، يارب يارب يتم تكريم محمد حسين بكر فى المؤتمر دا وكأن فرحتى الممزوجة بحزنى وقت دعوتى للمؤتمر وانا أقول لنفسى
"ياه يا محمد، كان نفسك تكون معايا فى المؤتمر دا ، صح "
ففعلا يكون معايا ، طبعا مش مصدقة بس يارب واحب أؤكد على شكر للاخ طه عبد المنعم عن المجهود المبذول فى التغطية الاليكترونية للمؤتمر وكان قد انشأ مدونة لمحمد لنشر اعماله بها ولكنه لم يستمر وربما هو خطأى لاننى لابد ان اتابعها دائما وللاسف وقت عملى لا يتيح لى متابعة اى شىء حتى مدونتى.

وانا الان سعيدة ان اتيحت لى الفرصة للمشاركة فى المدونات عن السرد لدى الكثير من قصص محمد حسين بكر تستحق الاهتمام اذا وجدت من يهتم وبجد ربنا يديك الصحة يا أستاذ سيد هذه هى دعوتى المفضلة لكل من أحبهم من قلبى

مرحبا بثلاثى الأرصفة

أشكرك يا طه على تذكرك للقاص المرحوم محمد بكر أثناء نشرك لخبر انضمام محمد رفيع ضمن أسرة المؤتمر من الكتاب الجدد، عرفت محمد بكر مع سهى زكى ومحمد رفيع فى يوم واحد وهم يعرضون علىّ محموعتهم القصصية الأولى بوح الأرصفة وجدتهم الثلاثة رائعين، وبصراحة ومن غير زعل، لفت انتباهى أكثركتابات سهى زكى بالتحديد ، وقتها حسيت إن مستقبل الكتابة الجديدة سيكون فى يد النساء
طبعا أن لا أتكلم عن الأدب النسائى ولا يحزنون
ولكن اعتقد أن دخول المرأة ساحة الإبداع بهذه القوة سيغير من خريطة الإبداع ويضيف ذائقة جديدة عليه وما توقعته يحدث الآن بشكل واسع على الأنترنت، الحكاية ببساطة إن الأنترنت منح المرأة حقها فى التعبير عن نفسها بصراحة وحرية أكثر وبشكل مختلف وكمان المراة دخلت ساحة الإبداع من غير تراث ضخم من التقاليد الأدبية والبلاغية التى اخترعها الرجال عبر التاريخ وهذا منح كتابتها طعم مختلف ، يظهر فى اللغة بالتحديد وكمان فى طابع الحكايات الذى يميل للبساطة والشفافية
والبعد عن الموضوعات والقضايا الكبرى ، يمكن لأنهن يركزن على همومه اليومية أكثروكمان البوح والفضفضة وأحيانا الثرثرة الجميلة التى تذكرنا بحكايات شهرزاد

وعلشان كده أنا كتبت عن الروايات التى تكتبها المرأة واعتبرها هى التى قدمت ملامح التجديد الحقيقى فى الرواية المصرية وغير ذلك من كتابات جديدة هى فقط تطوير طبيعى يحدث مع كل جيل ، لكن كتابات النساء عملت نقلة واسعة ونوعية فى الكتابة وطبيعى أن يستفيد منها الجميع ، وألان أصبحت الكتابة الجديدة سواء التى يكتبها الأولاد أو البنات مميزة، وفيها نفس نسوى بيفكرنى بنفس أمى فى الأكل اللى عمرى ما أنساه
طبعا هذه ليست إهانة للرجال وأنا منهم
لكن دى قناعتى وهى موضوع كتاب كامل أكتبه الآن ونشرت جزء منه على مدونتى ( شاى وقهوة وأشياء أخرى ) على مكتوب وهى مدونة متخصصة فى السرد نقدا وإبداعا
مايهمنى هنا أن أشكر طه على تذكره لمحمد بكر
وأنا يعجبنى جدا وفاء هذا الجيل لبعضه علشان كدة أنا ارجوكم إهداء جلسة المائدة المستديرة إلى روح محمد بكر
وهذه رسالة لمدير الجلسة يبدأ بها الكلام وعلى فكرة : مدير الجلسة أو مديرة الجلسة سيكون أى حد من نفس أفراد المائدة المستديرة يعنى لن ننوى تعيين مدير أو رئيس من خارج هذه المجموعة وأنا اقترحت أن إدارة هذه الجلسة حالة استثنائية يعنى يكون مديرها واحد من بينهم وبالتحديد الأكبر سنا بينهم
ياترى سيكون من؟؟؟؟؟؟؟؟؟

زرياب وست الحسن

كنت أريد أن أكمل كلامى عن زرياب الاسكندرية وقصته المتخيلة عن أحمد ونوجا للتعبير بشكل ما – حداثى بدرجه أو بأخرى – عن إضفاء شكل جديد على طريقه السرد، وفى رأيي المتواضع فإن ثلاثى الرعب لهم أكبر أثر فى هذا وحدث تطور ما فقد ردت عليه ست الحسن فى مدونتها والتى تصدرها ب"كل واحدة فينا جواها ست الحسن وأمنا الغولة مع بعض بس الناس دايماً بتشوف أمنا الغولة وست الحسن محدش عمره شافها أبداً." وهى بذلك تضفى طابع خاص على مدونتها. صاحبة المدونة أسمها غادة خليفة، فنانه تشكيلية وشاعره قصيده نثر وتعشق إديث سوديرجران ومهتمة بكتاب سوزان برنار وسيصدر لها قريبا ديوان نثرى (لا تعتبر هذة المعلومات تشهير، ولكنها لازمه للتتبع الحكاية). كتبت ست الحسن فى تدوينها " من نوجا ... الى نوجا" وفيها تفكر ف نوجا" ياترى عاملة ايه دلوقتي، بتفكر ف ايه لما تقرا الحواديت دي ، وقررت أكتب عن نوجا" وبالفعل كتبت نوجا من مشاعرها فى مواجهه أحمد وأنتقدت قصص أحمد بشكل حكائى بأن القصص لا يظهر فيها أحمد، فى الواقع غادة لا ترى أحمد فى قصصه من المنطلق الذى وضعه أحمد بأن القصص موجه الى نوجا لمسامحتها وختمت تدويناتها ب "ولكن أحمد الساحر سيظل فقط داخل الحواديت، آه، لو أننا نملك أن نقفز داخل حدوتة لصنعت حدوتةً لنا معاً بلا أقنعة هذه المرة وبلا مسافات" باختصار وضعت رؤيتها لشكل الحدوته التى من الممكن أن تغفر خطايا أحمد فى حق نوجا وعلى هذا فحكاية زرياب الاسكندريه لنوجا التاليه والتى ينشرها على مدونته "تياترو صاحب السعاده" كانت مهداه الى غاده خليفة وبعنوان" مملكته عصير التفاح" وفى رأيى أجمل حكاياته.

أولا ذهنكم لا يرمى إلى بعيد فأنا لا أتتبع قصه حب، فبعكس أنا أتتبع – وفى هذا المثال، الشكل الذى أقصده واضح- تأثير الانترنت على شكل السرد.ممكن جدا أن يكون الشكل الذى أختاره زرياب للضم حواديته قديم قدم ألف ليله وليله وهى ليست حادثه طريفة واحده، بل تقريبا كل التدوينات تؤثر عليها التعليقات، وأنا أقصد التدوينات التى تهتم بالأدب، هذا فضلا عن التدوينات التى تهتم بالكتب ومناقشتها وعرضها

المدونه ككل بكل ما فيها ( شكل وألوان وموسيقى) نقله تانيه لفتح إمكانيات للسرد خصوصاً و قفزه جبارة للتفاعل

كل هذا الحب

لم أستطع أن يغالبنى الانفعال وأكتب عن شعورى تجاه تدوينه طارق أمام و رد أمين عام المؤتمر أستاذنا سيد الوكيل عليها ونشرتها الاستاذه هويدا صالح على المدونة، ولم أجد ما أقوله لهم سوى شكراُ وهى تحمل بعضاُ من محبتهم لىّ، وسأستغل هذة المساحة لأتكلم عن شعورى الخاص تجاه دفقات الطاقة الايجابية التى يمنحوها لى عن طيب خاطر.

للحظات ... شعرت باليأس من العمل بمفردي واتهامات- أغلبها بنية سليمة وطيبة- بأني سأخنق أبداعى بالعمل الثقافى والعذر الوحيد ل طارق أمام أنه لم يقرأ عمل لىّ غير بعض تدوينات على مدونتى واللوم علىّ فى الأساس لأني لم أعرض عليه مسوده عملي كما فعلت مع الأستاذ سيد الوكيل

المهم ... كلمه شكر بسيطة من سالم الشهبانى عقب حفل توقيعه أو من سهي زكى عقب ندوتها تملئوني سعادة وإصرار على أكمال مجهودى فى العمل الثقافى الى مستويات أعلى .

اليأس لم يكن لأني شعرت بمجهودي يذهب سدى بل لأني أقوم به بمفردى وكنت أود لو ساعدني فيه أحداُ ولكن تضامن الاصدقاء الأدباء بجانبي يكفينى سعادة ولكن لا يكفينى عمل، ما أريده وأتمناه للبوابة الثقافية يفوق العمل الفردي حتى لو جنبت العمل الابداعى.


أخيرا تقدير الامانه لى بالمشاركة فى المؤتمر كأعلامى من عالم الانترنت شرف كبير يدفعني للمزيد من العمل لأنال بعضاُ من ظنهم بى.

وشكرا... شكرا


فى النهاية أتوقع لهذا المؤتمر نجاح باهر لأنه يسوده الحب والتفاهم بين الادباء وسعيد للغاية لأنضمام محمد رفيع فى المؤتمر

وصلنا أيضا أن المؤتمر سيكون فى 22 ديسمبر لمده ثلاث أيام وهذا ما وصلت به الامانه العامة للمؤتمر فى أخر اجتماع لها يوم الثلاثاء الماضى
ونهنئ القاص المبدع محمد رفيع لإنضمامه لمؤتمر عن محافظه البحر الاحمر
محمد أشترك مع القاصة الجميلة سهى زكى والقاص الراحل محمد حسين بكر فى مجموعة قصصية متميزه مشتركه بعنوان"بوح الارصفة" فى طبعه خاصة محدةوده
وأصدر أيضا مجموعه رائعه بعنوان "أبن بحر"


نشكر الامانة العامة على تشريفنا بمحمد رفيع مناقشاُ ومبدعاُ على المائدة المستديرة

أخبار طازه

وصلنا أن القاص محمد رفيع انضم لقائمة الكتاب الشباب الذين سيشاركون في مؤتمر أدباء مصر عن محافظة البحر الأحمر
وقد اختارته أمانة المؤتمر أمس ممثلا لمحافظة البحر الأحمر
كما اختار الأمانة الروائي والشاعر طارق فراج عن محافظة الوادي الجديد

فيك شيء لله يابن أخى سيد ف"طه عبد المنعم" بدأ أول لخطوات التكريم فى مؤتمر السرد الجديد قررت أمانة المؤتمر بالإجماع دعوة طه ليشارك فى المؤتمر ضمن الوفدالإعلامى باعتباره أول واحد يحقق الإعلام الأدبى عبر الأنترنت بهذه البراعةهذا خبر جديد طازة أخذته الأمانة بالأمس فقط طه أصبح وكالة أنباء أدبيةوأنا جد سعيد به لأنه كسر احتكار الصحافيين لهذا المجال ولأنى واحد من الذين أخذوا موقفاُ،ومن زمان، من الصحافة الأدبية المليئة بالفساد الحشيش والتعريص والرقص المجانى الصحافة أسهمت فى إفساد الحياة الأدبية ومن ثم الأدبوعلى فكرة ، ففكرة جلسة المائدة المستديرة فى المؤتمر لها علاقة بهذا الموضوع، وهو كسر احتكار المؤسسات للحراك الأدبى ليس فقط المؤسسة الصحافية، ولكن أيضا مؤسسات النشر وطبعا مؤسسات الدولة التى أسهمت فى صنع أكاذيب صغيرة ولكنها ليست بحجم الأكاذيب التى صنعتها الصحافة ودور النشر ولهذا أصبح من السذاجة أن نتحدث عن مؤسسات الدولة باعتبارها هى فقط المسؤلة عن إفساد الحياة الثقافيةالحراك الأدبى خارج مؤسسات الدولة أكثر فسادا، ولكن لأن مؤسسات الدولة بلا صاحب يدافع عنها فهى أصبحت مطية الجميع هذا اعتقادى وأنا مثقف مستقل لا أعمل فى مؤسسات الدولة، ولكنى استفيد منها لصالح الحراك الأدبى عندما رشحت نفسى لأمانة هذا المؤتمر كمان عاوز أقول لك طه عبد المنعم قاص جيد وأنا قرأت له مجموعة "أحبت نبى" وعجبتنى وأنا مش موافقك ياطارق على فكرة أن العمل الثقافى لصالح الآخرين الذى يقوم به "طه عبد المنعم"، معناه أنه يضحى بموهبته كمبدع أنا أرى أن الذات المبدعة متعددة، وتستطيع أن تفعل ماتريد طالما يتعلق بالثقافة والإبداع، يعنى ممكن جدا تكون مثقف ومفكر ومبدع وناقد وصحفى وناشط فى العمل الثقافى ولن يؤثر أحدهما على الآخر من حيث الكيف ممكن تجد تأثيرا من حيث الكم، لكن منذ متى والإبداع يكون بالكيلو أو بعدد الإصدارات
ربنا نفسه له كتاب واحد ولكن مدوخ العالم كله، يعنى الحكاية مش بالكثرة

Blogger Template by Blogcrowds