من مدونه ابراهيم فرغلى عثرت على هذا المقال الذى نشره فى النهار اللبنانيه
حمّى الرواية" في مصر
استقطاب الدخلاء والنص إلى الهاوية !؟
فجأة أصبحت الرواية محطا للأنظار، وقِبلة اهتمام أفراد وأشخاص مستدعيةً إياهم من حقول بعيدة: الشعراء ممن لم يُعرفوا بغواية السرد من قبل، كتّاب القصة القصيرة، المغامرون ممن يجدون في سيرتهم الذاتية ملاذا لكتابة نص يتزين باسم رواية، ثم شباب يكتبون للمرة الأولى، وأخيرا وليس آخرا، باحثون متخصصون في المخطوطات، وكتّاب سيناريو، وقبلهم بعض الأطباء، وغيرهم كثر.لم تكن الروايات قبل فترة وجيزة، على حد زعم الكثير من الناشرين العرب، سوى نصوص تحقق الخسارة، ينشرونها وكأنهم ينعمون على الكتاب بصدقة، لكن من دون أن يتوقفوا عن نشرها. أما الآن فأصبح الناشرون يتسابقون على نشر الروايات، وبات الوافدون إلى هذا الفن المغوي كثرا. فما سبب هذا التحول المدهش إلى فن الرواية؟ وما السر في الجاذبية التي أضحت تستقطب كل هؤلاء؟ هل يعود ذلك الى مرونة الرواية كشكل ادبي يحتمل الكثير من التجارب الفنية، والتجريب ربما، أم يعود إلى الفكرة التجارية التي حققتها نماذج الرواية التجارية الشعبية أخيرا عبر مجموعة الروايات التي أدخلت مصطلح "الأكثر مبيعا" كحقيقة واقعة داخل سوق الأدب العربي؟ أم أنها الجوائز الأدبية العربية والعالمية التي شهدت انتعاشة كبيرة على مدى السنوات القليلة، وتسبب بعضها بالهوس، وبلوثات مدفوعة بإغواء الجائزة من جهة، والنرجسية المريضة من جهة أخرى، لعدد من الكتاب عبر وقائع وثقتها الصحف؟من المؤكد أن بعض هذه الأسئلة تشير إلى مواضع جذب وغواية مطعمة بنوع من الوجاهة ترتبط الان بفكرة كتابة الرواية، ودليلي، على سبيل المثال ان أحد الكتب لاقى نجاحا تجاريا وهو كتاب "تاكسي" لخالد الخميسي، إذ حفز كاتبه على أن يحاول الترويج لكتابه بوصفه أدبا، على الرغم من أنه يتضمن مجموعة من المقابلات والحوارات مع سائقي سيارات الأجرة في مصر، فبدأ يقول إنه ينتمي الى المقامة الأدبية، وكنت حاضرا في ندوة من الندوات التي ناقشت كتابه وسمعت منه هذا الزعم مما اضطرني الى التدخل والتأكيد له ان كتابه مجرد كتاب اجتماعي ولا علاقة له بالأدب من قريب أو بعيد.على كل حال فإن السؤال الأهم هو مدى جدة تلك التجارب وما تقدمه الى فن الرواية. ففي العالم العربي، لا يوجد الا قلة من الكتّاب المحترفين، بالمعنى السائد في الغرب، وإنما عادة ما يمتهن الكاتب عملا آخر في الضرورة، لكي ينفق به على حاجاته الأساسية. لكن اللافت أن عددا ممن انضموا أخيرا إلى حقل الكتابة الروائية، يدخلون المجال كأنه موضع وجاهة أدبية ما.هل أدخلت الطفرة الروائية التي تشهدها الحياة الثقافية منذ فترة جديدا إلى فن الرواية العربي؟ الحقيقة أن هذا السؤال كان من المفترض أن يطرحه نقاد متخصصون، وباحثون أكاديميون في مجال الآداب وعلوم الجمال، وكان المفترض أيضا أن يقدموا إجابات عن نوع هذه النصوص، وعلاقتها بتراث الأدب العربي والنص الروائي على نحو خاص، وما تشكله من قيم جمالية وأسلوبية جديدة في الوقت نفسه، لكن، هذا هو جوهر الأزمة الحقيقي، فالنص الأدبي منذ عقدين تقريبا، يعاني تحوّله جسدا قويا يسير على ساق واحدة هي ساق الإبداع بينما ساق النقد مبتورة، ولا يبدو أن هناك بريق أمل لاستعادتها بأي عملية جراحية علاجية أو تجميلية. على الأقل في الراهن القريب.وحتى لا يبدو ما أشير إليه مجرد تهويمات مجردة، سأشرع في ضرب أمثلة، منها شيوع روايات خفيفة، كلاسيكية، مشوقة، واقعية، داعبت مشاعر الجمهور في الهم الاجتماعي، وفي التلسين على شخصيات من الواقع، من المسؤولين أو من نماذج بشرية للفاسدين الموجودين الآن وهنا، حققت مبيعات كبيرة عكستها طباعة عدد من الطبعات. وفي منطقة الخليج، والسعودية على نحو خاص، شاعت أيضا روايات عدة، اتسمت بقدرتها على فضح المسكوت عنه في بعض المجتمعات العربية المحافظة، ثم ظهرت موجة أخرى لروايات خفيفة تناقش هموم الشباب باسلوب قريب من أسلوب حياة الشباب وطريقة تواصلهم، منها مثلا رواية "ربع غرام" لعصام يوسف، وسوف أعود إليها بالتفصيل، ثم رواية لكاتب هو حامد عبد الصمد ينشر للمرة الأولى، على حد علمي، إذ لم أسمع بكتب له قبل كتابه هذا، عنوانه "وداعا أيتها السماء"، نموذج لانتهاج السير الذاتية للكتّاب، وهذا ما تسهل معرفته من سيرة الكاتب الذي يعمل محاضرا في ألمانيا، ومن شخص بطل الرواية النازح من عمق الريف المصري إلى ألمانيا أيضا. وعلى الرغم من مواضع عديدة مكتوبة جيدا، الا انها تعتمد في جاذبيتها على كليشيهات مثل المثلية الجنسية والاغتصاب والختان، ثم رواية "عزازيل" ليوسف زيدان، وهو في الأساس محقق في التراث، ومسؤول عن المخطوطات في مكتبة الإسكندرية، لكنه قرر التحول أخيرا إلى الرواية لأسباب غير مفهومة. وهي رواية إشكالية، بسبب موضوعها الجدلي حول اختلافات الطوائف المسيحية، واستعراض المسكوت عنه في تاريخ الكنيسة المصرية.هناك خلال السنة الأخيرة عدد لافت من النصوص صدرت لكتّاب شباب، بعضها أثار ضجيجا إعلاميا لإعلاميين وأدباء بسبب آراء انطباعية استخدمها فورا هؤلاء الكتّاب الشباب الذين أصبحوا جميعا آلات دعاية جبارة، يلفقون نصوصا، ويضمنون وجود ناشر في ضوء "حمّى الرواية" التي يتسابق الناشرون الى نشرها الآن، بل وإشاعة أقاويل حول ترشيح تلك الروايات لجوائز عالمية، على اعتبار أن "العيار الذي لا يصيب يدوش"، كما نقول في مصر. ومن بين تلك الروايات، مثالا لا حصرا أيضا، رواية باسم "فيرتيجو" لأحمد مراد، والتي صدرت منها طبعة ثانية، وهي رواية مشوقة بمعنى الإيقاع المتتابع، والحكي، لكنها تفتقر إلى لغة أدبية مميزة، وتتوسل بلغة وسيطة بين العامية والفصحى. سأتوقف عند نموذجين فقط من الروايات التي تبدو لي قفزا على جنس الرواية، وهما رواية "عزازيل"، ليوسف زيدان، و"ربع غرام" لعصام السيد، وبالترتيب ذاته. اثارت "عزازيل" منذ صدورها، وربما قبل صدورها، جدالاً إعلاميا واسعا، وكالعادة لا يعود الجدل الى قضايا فنية أو أسلوبية تضمها الرواية، وإنما الى موضوعها الإشكالي الذي يتناول موضوعا مثيرا في تراث الكنيسة القبطية المصرية، وفي التراث المسيحي إجمالا، فحوادث الرواية تدور وقائعها في القرن الرابع الميلادي، وتتوقف عند عام 431، وهو عام انعقاد المجمع الكنسي العالمي في افسس الذي شهد الانشطار الكبير بين الكنائس الأرثوذكسية. تبدأ الرواية عبر الراهب هيبا الذي يصف الوقائع التي مر بها، منذ قرر الرهبنة، منطلقا من مدينة أخميم جنوب مصر، وحتى الأسكندرية، في وقت كانت الديانة المسيحية تلقى تعسفا على يد الرومان. وهذا الجزء يستهلك نصف الرواية تقريبا، وفيه يسرد الراهب هيبا وقائع الأفكار التي كانت تمر بعقله عن أصل العقيدة محيلا الأفكار الخبيثة، أو الأسئلة التي تخرج من العقل، لا العاطفة، على عزازيل، أو الشيطان. كما يصف التجربة الجسدية والحسية والعاطفية التي مر بها مع أوكتافية الوثنية، في الإسكندرية عندما وصل إلى هناك للمرة الأولى، وكيف ان عواطفها انقلبت، على الرغم من عشقها العميق له، إلى الكراهية فور معرفتها بأنه مسيحي، الى الدرجة التي دعتها إلى طرده من بيتها الذي شهد علاقة جسدية شهوانية متلاحقة على مدى الأيام التي سبقت معرفتها لديانته. يتعرف الراهب إلى هيباثيا العالمة الجميلة، التي كانت مضرب المثل في العلم، فقد ذاع صيتها حتى قرر ان يحضر إحدى محاضراتها فيذهل من غزارة علمها الذي لا يتوقف عند اللاهوت والفلسفة وإنما يمتد الى الرياضيات، ويصف الوقائع الدامية التي شهدها يوم مقتلها لاحقا على يد المتشددين المسيحيين من أتباع كيرلّس، وحرقها حية، وهو اليوم نفسه الذي تموت فيه عشيقته السابقة التي خرجت للدفاع عن العالمة الكبيرة، حين علمت بالوقائع العاصفة. ثم يتابع رحلته إلى دمياط، حيث يعمل بداية مع أحد الصيادين، ثم يتعرف إلى أحد الرهبان، ثم ينتقل بعد ثلاثة أشهر إلى سيناء، ويستقر فيها قليلا، في طريقه إلى أورشليم، ثم حلب حيث استقر في أحد الأديرة التي يشير المترجم، أو الراوي الأصلي للنص، الى أن مخطوط يوميات هيبا قد وجدت فيه. وعبر تلك الرحلة، التي تتتابع وقائعها بعد مرحلة الإسكندرية في إيقاع أسرع كثيرا من مرحلة الإسكندرية، يشركنا الراهب هيبا في رحلته الفكرية، كما يتخذ قراره في الترهب والعمل في الطب أيضا، ويعود ليتلقى العماد من جديد، لشكوكه في أنه تلقى سر المعمودية في طفولته. النص، في النهاية، ينحو إلى الواقعية لأنه يستلهم تاريخا ويعيد سرده، بغض النظر عن المناطق الجدلية فيه."عزازيل" إذاً، رواية تاريخية، تتقصى وقائع تاريخية وتعيد سردها في قالب روائي. وهذا هو مكمن الأزمة، فلا يوجد بها تقنية من أي نوع، كما أنها تمتلئ بأفكار يوردها الراوي، أحيانا في حوارات تجمعه بالرهبان، أو عبر يومياته.مثل هذه الرواية لا بد أن تستدعي رواية مثل "اسم الوردة" لامبرتو إيكو على مستوى المضمون، لكن شتان بين المستوى الفني للعملين، فبينما تفيض "اسم الوردة" بالتفاصيل الدقيقة، والوصف، وبالسرد الذي ينتهج أسلوب التشويق البوليسي، والتعبير عن حيرة الراوي عبر المتاهات التي كان يواجهها داخل الدير، ومكتبته، وبالغموض الذي يحيط بشخصيات الرهبان، ورجال الدين في ذلك الدير، وغير ذلك، فإن "عزازيل"، على عكس ذلك، وعلى طول الخط، تفتقر الى الأسلوب الروائي، وتقع في أخطاء ساذجة من تلك التي تتصور الرواية وعاء للأفكار، تنطق بها الشخصيات، بلا مبرر درامي، كما تبتعد تماما عن أي تقنيات سردية جديدة، وإن لم تعدم اللغة. فلغتها جيدة، وسلسة، على رغم أنها تبدو بعيدة عن لغة العصر الذي تعبر عنه. لكن المفارقة بالنسبة اليّ هي هذا الاختلاف في مستوى اللغة بين هذه الرواية والرواية السابقة التي نشرها يوسف زيدان بعنوان "ظل الأفعى"، والتي لم أستطع مواصلة قراءتها بسبب لغتها المرتبكة، الخالية من البلاغة والجماليات. كيف عدّل زيدان في لغتة الرواية بهذا الشكل؟! هذا سؤال محيّر، لأن ذهنية الكاتب وأسلوبه، عادة لا يتغيران في مثل هذا الزمن القياسي، الا اذا كان اعتمد لغة المخطوطات التي تناولت تلك الفترة موضوعاً للرواية على نحو ما. "عزازيل"، نموذج لانتهاز الفن الروائي، من أجل إثارة الجدال، والضجيج الإعلامي، من دون اضافة اي جديد الى النص الروائي. النص الثاني الذي يجسد نموذجا عصريا للرواية المكتوبة بهدف دعائي لا يهتم بالتقنيات والأسلوب أو اللغة، هي "ربع غرام" لعصام السيد، والتي طُبعت منها تسع طبعات، وهي رواية ضخمة يزيد عدد صفحاتها على 600 صفحة، لكن يمكن قراءتها بسرعة، لأن لغتها لغة بسيطة تبدأ على النحو الآتي: "جئت للحياة في فترة يطلق عليها: الزمن الجميل. عائلتي معروف عنها أنها عائلة عريقة، مثقفة، متحضرة، مستواها المادي مرتفع إلى حد ما. الأب مهندس، انتخب أكثر من مرة عضوا في مجلس الأمة، "مجلس الشعب حاليا"، الأم أستاذة جامعية تدرّس التاريخ، حقا إنها مربية أجيال". هذه اللغة التلغرافية البسيطة هي لغة الرواية من أولها إلى منتهاها، وموضوعها، كما يبدو من العنوان هو تعاطي المخدرات، وخصوصا في الطبقات الوسطى العليا في المجتمع المصري، خلال فترة من الفترات، وكيف أن مرحلة الشباب أو المراهقة إذا عانت الفراغ وضياع الأفق والطموح قد تقود إلى ضلالات. يتضمن النص وصفا دقيقا للمخدرات وأنواعها وخصوصاً الهيرويين والكوكايين، وما يشعر به متعاطيهما في البداية من الأحاسيس والهلوسات والمتاعب الجسدية، وصولا الى الإدمان. ويصف العلاقات بين الشباب والفتيات على هامش المخدر، والحياة التي تنحو الى العبث تدريجيا، وتتحول إلى أن يكون المخدر في المركز، بينما تبدأ كل عناصر الحياة في الاتجاه نحو الهامش. وفي النص ضوء على المفارقات، والكوارث الاجتماعية التي يتسبب بها إدمان المخدر ومحاولة توفير النقود لشرائها بأي طريقة، حتى لو اقتضى الأمر سرقة خاتم الزواج لإحدى بنات العائلة في يوم زفافها، وطبيعة العلاقات بين المتعاطين، وتجارب الموت التي يتعرضون لها بسبب الجرعات الزائدة، وما شابه ذلك من تفاصيل.الرواية التي يعلن غلافها أنها "رواية واقعية" تبدو في النهاية كرسالة وعظية ضد المخدرات يختمها مؤلفها بعدد من الوثائق الخاصة بمصحات معالجة الإدمان، ووسائل الالتحاق ببرنامج المدمنين أو ما يسمّى زمالة المدمنين المجهولين. أي أنها نص واقعي، يصل في النهاية إلى وعظ مباشر يقول للقارئ أن ذلك المصير المفجع هو مصير متعاطي المخدرات.لكن الحقيقة أن الرواية ذات مستوى سردي بسيط من بدايتها إلى نهايتها، ولا تتمتع بأي سمة فنية أسلوبية، أو تقنية.هذان نموذجان من أبرز نماذج القفز على الرواية الذي تمور به الحياة الأدبية الراهنة في مصر، والتي لا تزال تفرز الكثير من نماذج شبيهة. وفي غياب النقاد، أصبحت المسألة أكثر سهولة. لكن إلى متى يستمر هذا الجو المشوش، الذي تختلط فيه كل القيم، والذي تحاول فيه دور النشر، إسباغ القيمة على الكتب التجارية أيا يكن موضوعها؟ ليست الإجابة سهلة، لكن السؤال الأهم بالفعل هو متى يستفيق النقاد من غفوتهم، ومتى يمكن النصوص الروائية العربية أن تنافس النصوص الغربية التي تفاجئنا يوميا؟ صحيح أن كثيراً مما يصدر في المكتبات العربية يفاجئنا أيضا، لكن، شتان بين مفاجآت سعيدة، وصدمات مذهلة!
كتبت مى أبو زيد فى جريده البديل
قررت الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر عقد دورتها القادمة التي تحمل عنوان "السرد الجديد" يوم 22 من شهر ديسمبر القادم وكانت الأمانة، في وقت سابق، قد قررت إقامة الدورة يوم 26 من شهر نوفمبر الجاري، إلا أن محافظة مرسي مطروح اعتذرت عن هذا الموعد لانشغال المحافظ، وأرجأت إقامتها لما بعد عيد الأضحي المبارك.
ونفي الناقد سيد الوكيل أمين عام المؤتمر، الذي يعد أول مؤتمر لادباء مصر تقيمه هيئة قصور الثقافة في عهد رئيسها الجديد الدكتور أحمد مجاهد، استضافة الشاعر الشاب أحمد الفخراني ضمن الكتاب الشباب العشرة المقرر عقد دائرة مستديرة لهم، وذكر أن اسمه أدرج عن طريق الخطأ في التقرير الصادر عن الهيئة، وأن الأمانة لن تستبدل به كاتبًا آخر.
وفي تعليقه علي زيادة عدد المشاركين بالدورات السابقة للمؤتمر مما كان يتسبب في حدوث فوضي تنظيمية، وتكدس في الجلسات البحثية وكذلك تمييز بين الإعلاميين والباحثين والأدباء في أمور الإقامة والسفر، ذكر الوكيل أن المؤتمر يستضيف هذا العام ما يقرب من 18 باحثًا وهو عدد قليل مقارنة بعدد الباحثين في العام الماضي الذي وصل 37 باحثًا و48 إعلاميا.
وقال الوكيل: "سيتم التعامل في هذه الدورة مع الإعلاميين علي قدم المساواة مع الباحثين ولن تكون هناك تحيزات لفئة علي حساب أخري، فيما عدا كبار السن والشخصيات القيادية الكبري وأصحاب الحاجات الخاصة"، وأضاف"أنه سيتم ترشيح إعلامي واحد من كل مؤسسة".
وفيما يخص طبيعة الأبحاث المقدمة في المؤتمر قال الوكيل "فلسفة المؤتمر هذا العام تقوم علي التخلص من فكرة المحاضرات التقليدية، وسيتم إشراك الأدباء في الحلقات البحثية نفسها، ولهذا كان الاهتمام بجلسات الشهادات والموائد المستديرة إلي جانب عقد حلقات قراءة للقصة القصيرة وغيرها".
وأضاف الوكيل: إن نوادي الأدب علي مستوي الجمهورية وعددها 107 أندية بصدد اختيار أديب واحد عن كل ناد للمشاركة في المؤتمر، إلي جانب الشخصيات العامة التي صوتت علي اختيارها الأمانة العامة من كل محافظة، والتي خلت من اسم أي كاتبة أو أديبة، وكان من ضمن هذه الشخصيات: القاص سمير الفيل (دمياط)، القاص عبده جبير (الفيوم) والقاص سعيد نوح (القاهرة).
وذكر أن الدورة الحالية تشهد محورا خاصا عن أدب محافظة مرسي مطروح، اتباعا للتقليد الذي انتهجه مؤتمر «أدباء مصر»، ويضم المحور بحثًا عن الشعر البدوي يقدمه الدكتور فارس خضر، وبحثًا عن تحليل خطاب الحكاية البدوية يقدمه الدكتور حمدي سليمان، وآخر عن القصة القصيرة والرواية يقدمه ممدوح فراج النابي
لهذا أنا استخدم هذا المصطلح بحذر كبير
وأفضل استخدام السرد الجديد والفرق كبير بين الأثنين سأكتب عنه فى حين ميسرة
فياما فى الزمبيل مراسيل يابوسطجى
تعليقا على كلام الأخت سحر الموجى بأن أصحاب الكتابة الجديدة هم كتاب جيلها
فهذا كلام شائع ومكرر، لكنه ليس حقيقى فى مجملة، وهذا لاينفى أن منهم كتاب جيدين،ولكن على قديمه
أولا لأنه لامجال للجمع بين تجربتى ميرال الطحاوى ومنتصر القفاش وسحر الموجى فى سلة واحدة هناك تفاوت كبير فى المستوى والوعى بالتجربة
لكن مقولتها تنطلق من مقولة أخرى أكثر شيوعا وتكرارا وهى أن جيل التسعينيات هم الذين اخترعوا الكتابة الجديدة
هذا المقولة جاءت تكريسا لشلة بعضها أصيل وبعضها ركب الموجة فأدخل نفسه فى الجيل عنوة ليكون كاتبا جديدا
وسمعت كاتبات فوق الخمسين يقلن أنهن من جيل التسعينيات !! طيب أعمل لهم أيه دلوقت أشـ**..
الأهم من ذلك اعتقادى أن كل كتاب الثمانيات والتسعينيات لم يقدمو كتابة جديدة، ولكنهم جددوا وطوروا بنسب متقاوتة أظن أن الجيل مابعد ألفين هم أصحاب النقلة الحقيقة فى الكتابة ، لأنهم أولا تحرروا من كل ميراث التجارب السابقة، وبدأوا من نقطة الصفر ولأنهم ثانيا أصحاب ذائقة جمالية ووعى مختلف تماما، تربى على مصادر سردية مختلفة عن تلك التى تربى عليها الجيل الأسبق وأقصد بالتحديد الفضائيات والأنترنت، أى الثقافة البصرية والتى تختلف كثيرا عن ثقافة الكتابة سواء فى رؤيتها للعالم أو فى طرائق التعبير
فطرائق التعبير لدى هؤلاء متخلصة من كل ميراث البلاغة الكتابية، واستبدلتها ببلاغة الصورة، فكتابات سحر الموجى نفسها فضلا عن باقى من ذكرتهم ، محملة بتراث البلاغة الكتابية ، مثل المجاز والرمز والتحميل الأسطورى للمعنى ، وهذه الطريقة فى التقكير لايفكر بها الجيل الجديد أبدا ، أنهم لايفكرون من وراء المجاز ولايحيلون العالم إلى رموز ، ولكنهم أكثر شفافية ومباشرة ، وصراحة فى مواجهة العالم ، لسبب بسيط ، أن الفضائيات والأنترنت جعلت العالم واضحا ومكشوفا ومرئيا بما لايحتمل الترميز أو التعبير الاستعارى
أعرف أن كلامى هذا سيغضب الكثيرين ، لكن هذه الحقيقة بدون مكابرة
وهناك حقائق أخرى سأقولها فى حين ميسرة منها أن أكثر من ارتدوا عباءة الرواية الجديدة ، هم كتاب العمل الواحد ، الذين استفادوا من غفلة النقد ، فى مرحلة انتقاله إلى يد الإعلام ولعبت المؤسسات الثقافية وعلى رأسها المجلس الأعلى للثقافة دورا كبيرا فى تلميعهم وبروزتهم ، بل وتصديرهم للخارج بوصفهم ممثلين للكتابة فى مصر
وياما فى الزمبيل مراسيل يابوسطجى
نعود ونقول ليس هناك كتابه جديدة ففى الحوار التى أجرته هبه ربيع مع صنع الله إبراهيم قالت أنه منذ خمسون عاما أجتمع ثلاث وأصدروا بيان بأسم الكتابة الجديده وفى حديث صحفى منذ سنوات مع سحر الموجى وسؤالها عن الكتابة الجديدة قالت أنهم ميرال الطحاوى ومنتصر القفاش وآخرون من جيلها ومؤخرا أجتمع عدد من الشبان الأدباء بندوة بحزب التجمع منذ شهور قليله بأداره الروائى فتحى امبابى أنتهوا الى عدم وجود مسمى بالكتابة الجديده.
ببساطه الكتابة الجديده مصطلح شبيه بمصطلح الجيل يعبر فقط عن سله يرغب احدهم أن يضم أليها ذويه لغرض فى نفس يعقوب
والان
الان هناك مؤتمر للسرد الجديد
بمعنى
بمعنى أن السرد الجديد هو المادة الخام للكتابة وأستشعرنا (القراء والنقاد والأدباء) إننا بإزاء تغيرات جذريه على مستويات عده من بينها الأدب وفنونه - شخصي المتواضع أسماها ثلاثى الرعب – شكلت منحنى جديد أثر ليس فقط فى شكل الكتابة ولكن فى طريقه السرد
كـ...
كـ... الشاعر الذى تحول الى السرد وليس الأخير وايضا لم يكن ياسر عبد اللطيف من الاوائل ويقول محمود عزت فى جمله تلخص الكثير "لولا التدوين لما استطعت أن أفجر طاقات الشعر والسرد" ( على فكره الشعر والنثر أى السرد ليسوا متضادين). محمود عزت صاحب مدونه "كوبرى امبابه" أنشاء مدونه أسمها "أحك" أشترك معه فيها القاصه الصغيره سلمى صلاح ومدونتها "متغيره شويه". محمود صاحب ديوان "شغل كايرو" وأسس أول دار نشر ألكترونيه أو أفتراضيه وأسماها دار سوسن وسلمى صلاح صاحبه مجموعه قصصية بأسم "خروج". فى مدونه أحك هذة القصة التى أراها من أفضل الامثله على تأثير الانترنت على السرد.
القصه أسمها "PHOTO ALBUM"و أدعوا النقاد أن يلقوا نظره عليها ويروا مدى تغلغل الفيسبوك واليوتيوب والمدونات فى السرد و لنا قرائه فيها فى وقت أخر.

منذ خمسين عاما – تحديدا في فبراير 1966 - أصدر أربعة شباب بياناً عن كتابة جديدة وصفوها بأنها " الكتابة الصادقة المؤلمة أحياناً " ،اختار الشباب – رؤوف مسعد ، كمال القلش ، عبد الحكيم قاسم - الغلاف الأخير لرواية صنع الله الأولى ( تلك الرائحة ) لإعلان بيانهم ، - بعد خمسين عاماً مازالت أسئلة الكتابة الجديدة والسرد الجديد تدور رحاها سواء على مستوى تقنيات الكتابة أو اللغة أو المضمون
بمناسبة صدور رواية صنع الله الجديدة ( القانون الفرنسي ) أجريت حوارا معه ، بعيدا عن الأسئلة الظرفية المرتبطة بالرواية دار جزء كبير من الحوار عن أسئلة الكتابة ، ومدى تحقيق مشروعه الروائي ما كان يحلم به ، ولأن الأسئلة تم اختصارها لاعتبارات المساحة ، أنشرها على المدونة ، :).
· ألا تراودك فكرة الكتابة الخالدة التي تصمد للزمن ؟
· لا ، لدي شكوك في هذه المسألة ، ولا تعنيني ، لن أكون موجوداً بعد 50 سنة لأعرف ما الذي حدث ، يضحك بشدة .
· يرى البعض أن ما تكتبه في رواياتك من بحث تاريخي وسياسي من الأفضل فصله في مقالات ، ما رأيك ؟
· هل تفصدين أن في رواياتي موضوعات وصياغات يمكن عرضها في مقالات مستقلة وليس من الضروري وجودها في الرواية ؟ ، أي أنك تريدين مناقشة مدى مشروعية أن تستخدم الرواية أشكالاً لا تنتمي تاريخياً للسرد الروائي ، ردي هو أن الرواية مثل السينما ، فكما تستوعب السينما بداخلها فنون كثيرة ، تستطيع الرواية استيعاب الشهادات الوثائقية والخبر والتعليق والرأي السياسي والمقال ، هذا لا ينفي أن هذه الأشكال يمكن فصلها عن الرواية لكن يمكن أن تكون داخلها بشكل عضوي أيضاً ، المهم هو نجاح التضفير والتضمين ، أعتقد أن الرواية تستفيد من وجود المقال بداخلها كما يستفيد المقال من وجوده داخل الرواية لأنها شكل أكثر حيوية ودراماتيكية وقبولا بسبب القالب القصصي ، الأهم من مناقشة مشروعية استخدام المقال داخل الرواية مناقشة هل نجح المقال في توصيل مضمون معين .
· هل الناس في احتياج لقراءة روايات داخلها أبحاث ومقالات لتتعلم ؟
· بالطبع لا ، الناس غالبا تقرأ روايات لتستمتع .
· وهل يمكن الاستمتاع مع كل هذا الكم من المعلومات والتوثيق ؟
· علينا القبول بوجود حديقة مليئة بأزهار متنوعة تتعايش مع بعضها ، كذلك الكتابة هناك أنواع وأشكال متنوعة منها ، هناك كتابة تعتمد على وصف خارجي تفصيلي أو مونولوج داخلي أو وثائق ، كلها أشكال موجودة ومتعايشة .
· اتفق معك لكن هل وظيفة الرواية أن تعطي معلومات ؟
· الرواية ممكن يكون لها أغراض وأهداف كثيرة يمكن أن تمتع وتسلي فقط أو تشرح فكرة أو تدافع عن قضية ، هناك أشكال مختلفة من العمل الروائي مثل حديقة مليئة بأزهار متنوعة .
· بعد وفاة الكاتب الشاب محمد ربيع ، قلت أنه كتب ما كنت تود كتابته ، لماذا ؟
· محمد ربيع حقق على صعيد اللغة والموضوعات نوع الصدمة التي يحتاجها هذا المجتمع ليفيق من الظلام الذي يعيش فيه ، وهو ما كنت أود فعله
· وما الذي منعك ؟
· محاولة التواجد ، كنت مدرك منذ كتابة ( تلك الرائحة ) أن الواقع قد لا يسمح لي بكتابة ما أريده ، لابد من وجود مسافة معينة بين ما تريد كتابته وبين القيود المجتمعية
· وبعد تحقيق التواجد لماذا لم تحاول مرة أخرى كتابة الصدمة ؟
· وزن الأفضليات ، هل الأفضلية كسر وتحطيم الأخلاقيات الموجودة ، أم الأفضل أن أصب اهتمامي على النظام القائم ودوافعه ، فضلت تأجيل التعامل مع أخلاقيات اللغة إلى بعد الفروغ من أخلاقيات النظام .
· بعد مرور ما يقرب من 50 سنة على بيان الكتابة الجديدة ، هل حققت ما كنت تتمناه وتخطط له في بيانك ؟
· حدثت أشياء كثيرة خلال هذه الفترة ، الكتابة الإبداعية حققت نجاحات على مستوى التكنيك ، الموضوعات ، حرية التعبير .
· لكن هل حقق مشروعك الروائي ما كنت أعلنته في بيان الكتابة الجديدة ؟
· مشروعي لم ينفصل عما حققته الكتابة الإبداعية من نجاحات خلال 50 عاما وأنا راض عما قدمته ووصلت إليه .
· بعد 50 عاما نتحدث مرة أخرى عن السرد الجديد والكتابة الجديدة ، هناك كتاب شباب يهدون إليك عملهم الأول ، يعتزون بالانتماء إليك ، كيف تعلق على المشهد الروائي الآن ؟
· هناك حالة جميلة في الكتابة الجديدة من اقتحام الأشكال والموضوعات بجرأة متناهية ، وهذه حالة تبسطني ، حدثت قفزات مهمة في تكنيك الكتابة واللغة ، بعض الحالات - والمدهش أنهن كاتبات - تمس بشكل قوي موضوعات كنت أتمنى التعرض لها ، مثل رواية ( أني أحدثك لترى ) لمنى البرنس ، فيها درجة عالية من الحرية والقوة التعبيرية كنت أتمنى ممارستها ، اعتقد أن كل جيل يتعرض لمراحل أولها تجاوز مشروع الجيل الذي سبقه ، ثم التركيز على الشكل ، ويستغرق وقتا للنضج الخاص بتناول القضايا والأحوال العامة ، لذلك نجد أصوات ظهرت واختفت ، أصوات ما زالت موجودة تقدم جديداً ، فهي عملية مرتبطة بالنضج
وسيم المغربى عضو فعال في صالون إطلاله السكندري و شارك فى مؤتمر أدباء مصر فى الغردقة للعام الفائت والجدير بالذكر أن الصالون يقيم ندوه شهريه له بالقاهره بمكتبه البلد وهذا مقطع من ذكريات وسيم عن أول أيام المؤتمر نعتز بنشره على المدونة
أن تجد نفسك تشارك فى واحدة من أهم مؤتمرات مصر فهذا شئ عظيم.. أن تصبح وسط جمع من الأدباء والنقاد والصحافيين والشعراء وتتخيل حينها انك أمسكت بتلابيب الحياة الثقافية فهذا خيال أعظم.. أن تفاجأ حين صعودك للحافلة (الشيك) من أمام الهيئة العامة لقصور الثقافة لتتفتح أمامك رؤيا مغايرة لواقع لم تكن محيطا به علما.. تسمع هذا الأديب يحدث ذاك يحيه ويسأله (عاش من شافك) فيخبره الأول بأن (الدنيا تلاهى) وأنه (ماصدق) إن المؤتمر فى الغردقة كى يهرب من هموم العالم ويأتى للاستجمام (كام يوم) ويبادله الأخر الحقيقة (معاك حق، وأنا كمان كنت عاوز أريح أعصابى من مشاكل البيت والشغل) وتصبح أنت حينها متفرجا مذهولا لا تستطيع فكاكا من حقيقة أن هذه (المؤتمرات) أقيمت كفرصة للاستجمام والترفيه . ويبدأ حفل الإفطار بتوزيع علبة الطعام وزجاجة مياه (بركة) المعدنية وتتحرك نحو طريقك المتعرج الذي يرتكن الجبل على شطره.. ترصد أقوالا لم تكن تستطيع كشفها .. أدباء عظام _فى رأيك_ يسفه بهم وتثار حكايا عن ضألة موهبتهم ومدى ما يحاولون ادعاءه عن ذواتهم و(الشللية) المغلفة لهم.. وأدباء صغار _فى رأيك_ تتطاول أعناقهم حتى بلوغ السماء، يروون عن محاولتهم لمحق السلطات الفوقية للكبار، وسعيهم لوضع هؤلاء فى حجمهم الطبيعي.. آخرون كانوا يشيدون بالبعض يفاجأنى اعترافهم السري فيما بيننا بكونهم يجاملونهم حتى لا يغضبون!!.. تشرد من عظم جبل (عتاقة) القريب ورحابة البحر الأحمر ومدينة الصحراء فى الخلفية، صورة لم ترها من قبل.. ووصولك للفندق الواقع فى وسط البلد الصغير ووسط أفراد متحققين وغيرهم مدعي يجعلك تحاول اختراق حجب الفهم.. للمرة الثالثة لا يحضر الوزير الفنان حفل افتتاح المؤتمر فى حين تفاجأ بعدها بحضوره حفل افتتاح مهرجان القاهرة الدولى للسينما!!.. بعض المثقفون يغضبهم الأمر، وأنت تضحك متعجبا.. ينتهى الحفل بعد كلمة صادقة وألوف شوهاء، فقرات راقصة وبنات فوق المسرح في ثياب الرقص ومناطق عري تلتف حولها العيون، وتفكيرك هذا يجعلك تستغرب من اعتبار نفسك (مثقف)!!.. تستمر الفقرات الراقصة للترفيه عن مثقفين عائدين من سفر قوامه ساعات سبع يطلبون الفراش ولو لساعة.. ما أن تنتهي الفقرات حتى يثور بعض الثوار (أيه الإهانه دى) ( مفيش احترام؟) (شغل فوضى) وصوت يحاول تجميع أكثر من صوته ليعلنوا الرحيل فى الغد.. ندور ونلف ونلف وندور فى شوارع المدينة تائهين.. مامن شخص يعرف طريق عودتنا للفندق مرة أخرى.. (كريزة) الضحك تنتاب البعض على الحالة الهزلية لدخولنا وخروجنا لنفس الشارع ما زاد عن المرات الثلاث، ربما بعد ساعة نكتشف الطريق بعد سؤال واستهزاء وضحك وحالة هستيرية تنتاب الجمع المهيب من الموقف الفنتازي.. نعود للفندق.. (نتعشى) ونهرب للراحة على الفراش غرفة207.
(وسيم المغربى)
الاديب الشاب المسحور طارق امام والذى يكتب حكايات دستورية رائعة والاديب المتمرد الملسوع بحق والذى تتميز مدونته بعالم افتراضى مرعب ومختلف تماما عن كل الادباء المدونين وكذلك الصحفيين المدونين "نائل الطوخى" والاديبة الشابة التى تكتب وكأنها تصنع وليمة من اشهى الحلويات المغرية لتستمتع بسحر كتابتها الانثوية المتميزة والتى رفعت عن الكتابة الانثوية سبة تجنيسها "نهى محمود" صاحبة مدونة كراكيب الشهيرة وساردة الرومانسية المفتقدة .. كما تقرأ رأى الدكتورة الاديبة الحسناء جدا والتى تهتم كثيرا بأن تضع كتابتها ندا لكتابة الرجل بكل اختلافها حتى وان لم يكن عن قصد فهى اثبتت انها لها "سحر الموجى " والقاص والناقد والاخ الكبير والمهموم بقضايا الجيل المعاصر حتى وبعد ان يؤدى دوره كاملا مع جيلنا سيستمر مع من سيأتى بعدنا بأذن الله وكأنه يعطينا القدوة فأن لا ننسى أبدا نفسنا وان نظل نتذكر اننا كنا يوما ولايام نحتاج لاياد تمتد نحونا بالاهتمام الاديب والناقد "سيد الوكيل" وفى اخر الامر رأى كاتب حفر الزمن على ملامحه ملامح شقاء لا علاج لها حتى ولو تطور علم التجميل ليصبح علم التبديل ، انه كاتب لا يكتب الا الهم وأن تنكر لذلك ، يكتب وهو يشرب دمه من دمه " حمدى أبو جليل "
الروائى الشاب طارق امام أخر رواية صدرت له "هدوء القتلة" وهى ايضا من الروايات المهمة فى الثلاث اعوام الاخيرة حيث ينتهج طارق فى كتابته طريقة خاصة جدا به تعتمد على دمج الفنتازيا بالواقعية وهو فى طريقة الان لتغير دمائه ان جاز التعبير لانه يشعر انه لا ينتمى لجيل معين او طريقة معينة فى السرد لأنه اولا يحترم كل جيل بكل تجربته وثانيا يرى ان مسمى الأجيال مسمى غير هادف ، فان كل عمل يفرض جودته سواء لشاب او لكبير سواء كبير الحجم اوصغير كما يؤكد أمام على أنه لا يوجد مسمى اسمه الكتابة الجديدة ولكن تظهر كل فترة موجات تحمل من الاختلاف بين افرادها بقدر ما تحتمل من السمات المشتركة وبالتالى فكل كاتب له خصوصيته بمعنى ان ما يكتبه احمد العايدى يختلف مثلا عما يكتبه نائل الطوخى ، فما اريد توضيحه ان هناك سمات مشتركة عامة جدا بين جيلنا ولكن تبقى الجماليات خاصة جدا بكل كاتب ...فعلى سبيل المثال كلنا ككتاب فى هذا الجيل نعيش لحظة واحدة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ولكن كل واحد فينا يعبرعن رؤيته لهذه اللحظة بلغته فأنا على سبيل المثال اميل للاجواء الخيالية فى التعبير عن رؤيتى للواقع وارى ان ظهور الروايات القصيرة والتى تبدو قصة قصيرة طالت قليلا وانت تقرأها ان السبب فى ذلك ان الكثير ممن يكتبون القصة القصيرة اتجهوا لكتابة الرواية ، لكن هذا لا ينفى ان هناك روايات قصيرة يكتمل فيها عالم الرواية .
أما الروائية الشابة "نهى محمود " وهى أحدث روائية فى الوسط الأدبى والتى اثارت روايتها الكثير من اللغط نظرا لبساطة الموضوع كما يرى البعض ونظرا لصغرحجم الكتاب أيضا ترى نهى ان ظاهرة النجاح المدوية لجيل الستينات لم تحدث فقط بسبب غزارة انتاج كل كاتب وعشرات الكتب التى ألفها كل منهم ... وإنما يأتى أيضا دورالدعم الذى كانت تقدمه الدولة فى تلك الفترة ووجود مؤسسات فاعلة مثل اتحاد الكتاب ونادى القصة وتضافر جهود يوسف السباعى واحسان عبد القدوس وغيرهم وكذلك ازدهار الانتاج السينمائى للأعمال الادبية ساهم فى انتشار واسع لهؤلاء الادباء وعرض الاعمال على قطاع كبير من الجمهور غير مقتصر على القارىء وانما اتسع ليشمل التليفزيون والسينما .
أنا شخصيا اعتقد ذلك لا يبرر حالة هدوء وصمت طويلة استمرت حتى التسعينات بحيث تبقى الساحة الادبية على مدى عقدين من الزمان شبه خالية من مبدعين يقدمون بصمة فى قوة جيل الستينات بينما عاد التأريخ للأدب مرة اخرى برواية عمارة يعقوبيان وانتاجها الضخم للسينما وكذلك النجاح المبهر لرواية " أن تكون عباس العبد "لاحمد العايدى"وهى بداية جديدة أعادت الرواية لدائرة الضوء وخلقت جمهور من الشباب له ذوق يلائم العصر يحتل الادب الحديث الذى يقدمه الشباب منطقتين هما الذاتية والفلسفية بحيث يكتب الادباء الشباب عن العالم من خلالهم هكذا يستطيعون توصيل اصواتهم ووجهة نظرهم وربما يمضى التيار الفلسفى فى وصف الواقع لمواجهة المعيشة التى وصل لها الاوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية فى هذه الفترة ، روايات قليلة هى التى خرجت من هذا الاطار لتبقى على تقليدية السرد الا انها لم تخلو من تغيير شديد فى اللغة والسرد ..
فالروائية المتميزة "سحر الموجى " التى صدر لها مؤخرا رواية " نون " والتى حققت نجاحا ملحوظا فهى تشعر انها تنتمى اكثر لجيل التسعينات من ناحية التوقيت الزمنى بالتحديد وليس الأنتماء لنوع معين من الكتابة فهى ترى ان هناك صعوبة فى التنبؤ بدوام هذا الشكل الجديد مسألة طول الرواية أو قصرها ليس معيارا للجودة فهناك أعمال قصيرة وجيدة وصعب إطلاق رأى بأنها مجرد موضة فالرواية تتوقف على فنياتها على عالمها صعب رصدهذه القصة أتمنى الا يكون استسهالا ، أرحب بأى عمل قصير ولكن المهم الا يكون مكتوب من منطلق "بلطجة" على الرواية فالاستسهال معناه الخطورة فهناك البعض يتجرأ على الكتابة ـ ولكن يبقى فى النهاية الحكم للزمن على روايات هتعيش او روايات بتتولد ميتة ...
الروائى نائل الطوخى والذى يتابع الأن أصداء روايته الجديدة "بابل مفتاح العالم " لا يختلف كثيرا فى رأيه مع طارق امام إذ أنه يؤكد على انه منذ صدور رواية "العايدى " أن تكون عباس العبد وحققت نجاحا مدويا وتم الاحتفاء بها عن طريق الكتاب الكبار والصغار ايضا وفى المنتديات الادبية ولكن تم الاحتفاء بحالة مفردات اللغة الموجودة بها مثلا فى حين تم التعتيم على مواطن العمق الحقيقية فى الرواية وهو نفس التوقيت الذى توقع فيه النقاد ظهور جيل جديد يعبر عن نفسه بمفرداته ومثل أى نقاد كبار لا يتوقعون من الأصغر أن يكون عميقا وانما مجرد متحركا مرنا خفيف الظل ..وبهذا الشكل تم تدليل رواية عباس العبد ولم يتم الالتفات لمناطق العمق بها ايضا فى نفس الوقت الذي يقلق فيه الكتاب الشباب من كتاب الستينات ويسخرون منهم احيانا نظرا لثباتهم فى الكتابة الواقعية وعدم التطرق للخيال والتجريب ، ولاسباب مادية تم وضع تصنيف "رواية " على بعض الكتب التى تشبه قصة طويلة او لكتاب غير قادرين على كتابة رواية كبيرة واذا كان هناك سمة للرواية الجديدة فهى زيادة المقروئية للرواية لانها ظهرت فى وقت تكونت فيه ظاهرة " الاعلى مبيعا " مثل علاء الاسوانى واحمد العايدى وكذلك صراع دور النشر والمكتبات كل هذا ساهم فى قراءة الرواية وخاصة الجديدة .
اما الاديب والناقد الادبى سيد الوكيل فهو لا يغفل الخلفية التاريخية التى تؤكد ان التجديد ليس له وقت بالطبع ففى منتصف العشرينات من القرن الماضى ظهرت جماعة الادب الحديث وكانت تعد ذات ملامح جديدة وخاصة فى ذاك الوقت لدرجة اعتبرها الناس نوعا من الانحراف وظهرت ايضا فى بداية التسعينات جماعتين هما نصوص 90 وجماعة الجراد واذا كانت جماعة الجراد اهتمت بتقديم مشهد ابداعى جديد فنصوص 90 قدمت بفضل النقاد الذين قدموا حركة نقدية مواكبة لهذا التجديد واستطاعت استيعاب هذه القفزة الابداعية ولكنها فى جميع الاحوال لم تكن كافية لانتاج مشروع رواية مصرية متميزة وهذا معناه ان كل حركات التجديد فى مصر تتحرك فى الشكل الطبيعى ولم يحدث ولم يحدث ان قامت نهضة روائية شاملة بكتابا ونقادها وناشريها وقرائها على غرار ما حدث فى امريكا اللاتينية واسست لمشروع الرواية الواقعية السحرية ولا ننكر ان اديبنا الراحل نجيب محفوظ وضع الرواية المصرية على خريطة الرواية العالمية والرواية الجديدة قامت بتهميش دور القصة القصيرة تماما واعادت الى الآذهان فكرة النوع الادبى وكنا كنقاد تجاوزنا هذا المسمى فى نهاية السبعينات وبداية الثمانينات ، أن حصاد ما يسمى بالكتابة الجديدة لا يمكن انكار ان هناك رواية تعد اضافات ولكنها فردية ولكن نفتقد للمشروع الروائى ورغم ازدهار النشر واقامة مؤتمرات للرواية والجوائز يشعرنا ان حصاد هذا الزمن من الرواية غير حقيقى على الاطلاق ، فلم تظهر بعد ملامح هذا الجيل فاننا نجد الرواية فى مصر لازالت غارقة فى الوصفات السحرية لصنع رواية ناجحة كاقحام الجنس بمبالغة ودمجه بشخصية المثقف المآزوم وابتعاده عن واقعه تماما بالاغراق فى الجنس والمخدرات مما يخرج لنا فى النهاية رواية هزيلة فى الحجم وفى عطائها الفنى والجمالى ويجدر الاشارة ان مايحدث الان ان هناك شىء مختلف فى ملامح الجيل الحالى يحاول ان يبحث عن ملامح تميزه عن جيل سابق
اما الروائى المهموم كما يحلو لى تسميته "حمدى ابو جليل" والذى قدم لنا رواية هامة فى الفترة الماضية وهى روايته الشهيرة " لصوص متقاعدون " التى ترجمت الى عدة لغات وكذلك اخر رواية "الفاعل " يرى أن هناك بالفعل رواية جديدة وهو يؤكد على ان مايراه البعض عيبا فهو يراه ميزة كبيرة فأهم سمات الرواية الجديدة انها ليست كبيرة الحجم وظهرت حالة روائية جديدة والثقة فى التجربة الشخصية كمشروع ابداعى ادبى وهذا يتمثل فى عدد من الاعمال والكتاب الشبان الموجودين على الساحة الان وأيضا فتحت الشهية لقراءة الروايات بل واصبحت الرواية وسيلة جديدة للتعبير عن النفس والرواية الصغيرة او الرواية التى بها حدث هى حالة جديدة فى الكتابة وهذا يرجع لان التجربة حق مشروع بعدما كان الكاتب يتخفى وراء شخوص رواياته وقصصه وهذا صنع حالة من الحميمية بين الكاتب والقارىء .
ترى هل كان يستحق هذا التحقيق ان ينشر .. عذرا للاطالة ولكننى ارى انه كان من حق كل شخص فى هذه التحقيق ان يعرف انه لا يمكن ان تتوفر لى فرصة لنشر أرائه ولا استغلها .