الصور فى مبنى قصر الثقافة الجميل . لأن الانترنت "واقع" فوصله الانترنت فى المركز الاعلامى لا تتحمل الشبكه وهى بالكاد تتحمل جهازين ولذلك أراسلكم الان سيبر بجانب القصر. شهد بيع كتب قصور الثقافه إقبال كبير لأنهم أولا عرضوا عناوين لم تكن متاحه من قبل وكنا نبحث عنها كثيرا و ثانيا لأن التخفيض وصل الى 50% ولكن كان عدد الكتب المعروضه قليل
ميعادنا بعد جلسه الاولى وهى حسب البرنامج من 6 الى 8 جلسة بعنوان " السرد الجديد وإشكاليات المفهوم" وفيها يلقى أ/سيد أمام بحثه بعنوان "مدخل الى نظرية الحكى (السرد) و وللدكتور سامى إسماعيل بحث بعنوان" فيمومينولوجيا السرد " ويدير الجلسة أ.د. عبد الناصر حسن
وعموما سأنشر كل أبحاث المؤتمر على جروب المؤتمر على الفيس بوك والمدونه قريبا حالما أتمكن من إستخدام الانترنت بشكل فعال
سيادة اللواء / سعدخليل محافظ مطروح
الأستاذ الدكتور/ أحمد مجاهد ـ رئيس العيئة العامة لقصور الثقافة
السيدات والسادة، ها هى دورتنا الثالثة والعشرون من مؤتمر أدباء مصر، مازلنا نجتمع ،وما زلنا نرسل الكلمات فكرا أو فناً أو أدباً لتضيء العالم، وما زال الطغاة يرسلون الرصاص والعنف، وما زال أنين الجرحى والثكلى والمشردين يشهد التاريخ على قبح العالم الذى نحيا، غير أننا نعود إليكم ـ فى كل مرة ـ بنفس اليقين، ونفس الأمل، أن يكون لكل عمل ثقافى مستنير، ولكل حراك جمالى راق، طاقة تتسلل رويداً رويداً، لتمنحنا حياة أفضل.
هذا هو قدرنا نحن الأدباء ، وتلك حيلتنا التى نعرف، أن نقاوم القبح بالجمال.ربما لهذا، اخترنا السرد موضوعاً لمؤتمرنا هذا، وتاريخنا ُيشهد العالم، كيف نجحت شهرزاد فى مقاومة شهوة الانتقام بالحكاية.
فالسرد أيها السيدات والسادة، ليس مجرد درب من دروب الترفيه والتسلية، وليس مجرد صورة من صور الأحلام الإنسانية، بل هو فعل إنساني، مفعم بطاقة الحياة، ومعادل جمالى لواقع نرفض تشوهاته، واستسلامه المهين لقوى الشر و العدوان. وهو فوق ذلك، طريقة لفهم ذواتنا وكشف غموض الآخر، وزيف أساليب التفكير النخبوى الذى يقسم العالم بين سادة وعبيد، وحكام ومحكومين، وأقوياء ضعفاء. هكذا، قاومت شهرزاد (صوت الحياة الخفيض) نزق السلطة وغطرسة القوة وفحولة الشهوة للدماء.
الآن، ونحن نشهد عالماً ينتج أدوات جديدة للتعبير عن رغبته فى حياة أفضل، فإن السرد يأخذ طوابع وطرقاً غير مسبوقة، وغير تلك التى عرفناها فى التاريخ والأسطورة والخطاب الدينى وميتافيزيقا العقل العلمى، تلك التى كانت تمثل السرديات الكبرى. ها هو الإنسان الجديد، يعرف، كيف ينتج السرد بنفسه بعيداً عن القوى الكلية والكيانات الكبرى، ليعبر للمرة الأولى، عما يريده هو من تلك القوى، وليس ما تريده تلك القوى من الإنسان،وهو بحسب مقولة بول ريكوار" حراك يضع الأدب فى خدمة الوجود بدلآً من أن يضع الوجود فى خدمة الأدب ".
إنه سرد جديد، يتوزع بين أشكال مختلفة من التعبير، والوسائط الناقلة، على صفحات الكتب والجرائد وشاشات التلفاز والسينما، ويبدوا أكثر اتساعا وانفجارا فى أفضية التكنولوجيا الحديثة، ليؤكد استقلاله من هيمنة السلطة، ويجعل من أشكال الرقابة والمصادرة على الفكر، شيئاً مضحكاً يثير الرثاء، وليس بوسعنا هنا ، أن نتذكر قوائم الأعمال الأدبية الفكرية التى طالتها المصادرة والمنع بأساليب مختلفة، ولم ينج منها حتى كتب التراث التى عاشت قروناً بيننا، ولم تشفع عالمية نجيب محفوظ له أن يتعرض هو وأعماله للمصادرة ومحاولات الاغتيال، سواء من قوى الظلام والرجعية، أو من قبل مقاعد المسؤولية ضيقة الأفق ، وليس بوسعى هنا، سوى أن أدعوا بالأصلة عن نفسى والنيابة عن أدباء مصر، لننه كل أشكال المصادرة والمنع، ولنبدأ تاريخاً جديداً من الثقة بين المثقف والسلطة، فقد أثبتت التجربة، أن عزل المثقف وتهميشه لم يخلف لنا سوى المزيد من الضعف والانحطاط والظلام .
السيدات والسادة، لا أريد أن أثقل عليكم، ولا أسعى إلى تقليب المواجع،مع الاعتذار لأديبنا الكبير الأستاذ خيرى شلبى، وإصداره الأخير (تقليب المواجع)، الذى نشرف بأن نقدمه لكم لأول مرة بين إصدارات هذه الدورة ، ونشكره على هديته تلك للمؤتمر ، ونشكره على قبوله لرئاسة هذه الدورة.
وليس بوسعى الآن، أن أذكر حجم الجهود والأفكار المبتكرة التى حرصت هذه الدورة على أن تقدمها فى سبيل الوصول إلى أداء بحثي متميز بوجوه شابة تستضئ بخبرات الكبار إلى جوارهم، لنؤكد أن الأسرة الثقافية فى مصر مازالت بخير، وأنها، فى ربوع الأقاليم وأطرافها لا تقل بحال عنها فى المركز. لهذا، فإن جزيل شكرى وتقديرى، سيكون لزملائي أعضاء الأمانة ولجانها المختلفة، لما أكدوه من حسن الأداء ونزاهة العمل عن الرغبات الخاصة والمكاسب الضعيفة، وكذلك الشكر كل الشكر، للجنود المجهولين الذين لا يشعر أحد بدورهم المؤثر فى الإعداد لهذا العمل على مدار سبعة شهور، وأعنى بهم طاقم العمل من الموظفين والإدارات المعنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، سواء فى القاهرة أو فى إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى وفرع ثقافة مطروح، اسمحوا لى أن أقدم شكراً خاصاً وشخصياً للصديق محمد أبو المجد مدير الثقافة العامة، فقد لمست عن قرب، هذا الأداء المتميز السلس له ولطاقم العاملين فى إدارته، وبالتأكيد، فإن هذا الإيقاع المنضبط فى العمل، لم يكن من قبيل المصادفة، فعلى رأس هذه الكوكبة من العاملين شاب طموح ومثقف، مفعم بالثقة والجرأة فى اتخاذ القرار هو الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة.
السيدات والسادة، اليوم يبلغ مؤتمرنا هذا عامه الثالث والعشرون، وقد زادته السنون خبرة وألقاً وأهمية. ومع ذلك ففى كل مرة نتعثر ونعانى كثيرا بحثا عن محافظة تستضيف المؤتمر ولولا وعى واستنارة اللواء / محافظ مطروح ، ولولا تقديره البالغ لأهمية العمل الثقافى فى لحظتنا هذه ، ما كنا نجتمع الآن هذا الاجتماع الرائع الذى يضم كوكبة من ألمع أدباء ومثقفى وإعلامى مصر ، فشكرا سيادة المحافظ على هذه الاستضافة ، صنيعكم فى العين والقلب ، وتقديرنا لكم كبير .
ولكنى ، لن أضيع هذه الفرصة ، حتى أناشد سيادة الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة ، أن يحرر هذا المؤتمر من تلك العثرات ويجنب أدباء مصر هذه المعاناة السنوية ، بأن تخصص ميزانية مناسبة لتغطية كل تكاليف المؤتمر ، وظنى أن جائزة واحدة أو بضع جوائز مما تمنح فى مهرجان السينما مثلا ، كافية لتغطية ما يحتاجه المؤتمر فالأدباء ياسيادة الوزير كائنات قنوعة ، كل ماتحمل فى حقائبها ، ورقة وقلما .
سيادة الوزير ، نشكركم على دعمكم ومحبتكم ، وسيعكم الرائع لتمثيل مصر بما يليق بها فى الأفق الدولى متمنين لكم التوفيق .
السيدات والسادة الحضور ممثلى أدباء مصر ومثقفيها ، أخوتى وأصدقائى من الإعلام المصرى العريق أدعوكم إلى مشاركة فاعلة ، تهتم بكل ماهو جاد وحقيقى واغفروا لنا ما سقط منا سهوا أو خطئا، واسمحوا لى بالنيابة عنكم جميعا ، أن أوجه الشكر والتقدير لأبناء مطروح الغالية ، وأتمنى لكم إقامة طيبة على شاطىء بحرها الرائع الذى أغوى الجنية اسمها ليلى مراد لتسكن حيهم .
أمين عام المؤتمر
سيد الوكيل
التسميات: كلمات الافتتاح
أمس تحركنا من أمام الهيئة العامه لقصور الثقافة بشارع أمين سامى الساعه الواحده والنصف تقريبا ، وقفنا فى أستراحتين ووصلنا السابعه والنصف مساءا . سكن الاعلاميون فى فندق "NEGRESCO" وسكنت الامانه العامه و باقى |أعضاء المؤتمر فى فندق "AIR BILL" والاخير قريب من قصر ثقافة محافظه مرسى مطروح وهو ما ستقام فية كافه فاعليات المؤتمر . قصر الثقافة مبنى نظيف وجميل (عكس قصور الثقافه التى زرتها فى الاقاليم) والمسرح واسع والكراسى جديده و"لسة بكيسها"، أقيم به أمس حفل أستقبال من المحافظه للمؤتمر .
الكلام دا مش حلو
أنا مش صحفى
يا جماعه أنا ضاع منى جاكت الصوف بتاعى فى ميدان عيد المنعم رياض و سأنشر نعى خاص بعدين للجاكت ، بس بقول أنه خد الشر وراح ، الحمد لله الغرفه التى سكنت فيها بها تكييف و مياه سخنة و كمان الاكل "أوبن بوفية" ، أمبارح بعد الحفل سهرنا كلنا على القهاوى وتعرفنا على بعض بصوره أكثر حميميه. عموما الصحفيين معايا بيقولوا أن المؤتمر دا منظم وهادى و دا تفائل خير بالمؤتمر، أستلمنا الشنط الخاصة بالمؤتمر وفيها الكتب و خلصت تقريبا كتاب الشهادات . هتابعكوا بالاخبار عن المؤتمر بس مش بالشكل التقريرى زى اللى فوق ، محمد عبد النبلى وأحمد عامر هيصوروا المؤتمر وهنزل الصور دى تباعا. هنزلكوا صور الحفل أمبارح لغايه من شوف اتلوضع إية.... والحمد لله أن فيه نت ، عشان كان مقطوع من مصر كلها . بس يا جماعه شكلها مش تمام عشان فيه صحفيين كتير وقفين على راسى عشان يستخدموا الكوبيوتر دا ... بس هتصرف و كمان هنزلكوا كتب المؤتمر وهحطها على جروب الفيس بوك هشان يبقى هناك مذيد من التفاعل



يحرص الروائي المبدع سيد الوكيل (أمين عام المؤتمر) على التواجد اليومي مع الشاعر محمد أبو المجد في إدارة الثقافة العامة لمتابعة جميع تفاصيل التحضيرات التي تسبق المؤتمر الوكيل يتواجد يوميا منذ الحادية عشرة صباحا حتى منتصف الليل، وأحيانا حتى الواحدة صباحا، ويقوم بنفسه بالاتصال بالباحثين والشخصيات العامة، ويتابع التجهيزات يوميا في محافظة مطروح، ويدير الأمور بشكل هادئ ومنظم وبروح طيبة مع جميع العاملين في قصور الثقافة
تقرر بشكل نهائي أن تتحرك الأوتوبيسات التى ستنقل ضيوف المؤتمر فى
تمام الساعة الواحدة ظهر يوم الأحد القادم 21 ديسمبر
المدعوين بالحضور إلى مقر الهيئة في شارع أمين سامي المتفرع من شارع قصر العيني في تمام الساعة 12 ديسمبر
وتعلن الهيئة عن عدم تحمّلها للمسئولية
حالة تأخر السادة المدعوين عن هذا الموعد
انتهت طباعة كتب المؤتمر الأربعة، وأصبحت جاهزة لتسليمها إلى المشاركين في حقيبة المؤتمر.
من المعروف أن الكتب هي: كتاب الأبحاث، وكتاب الشهادات والمكرمين، وكتاب الشعر البدوي في مطروح، وكتاب تقليب المواجع للأديب الكبير خيري شلبي رئيس المؤتمر. كما تضم الحقيبة بلوك نوت، ودعوة وبرنامج المؤتمر، وسي دي بها جميع كتب المؤتمر، وقلم
.
عقد الدكتور أحمد مجاهد عدة اجتماعات صباح أمس الأربعاء فور عودته من الإسماعيلية عقب افتتاح مؤتمر إقليم القناة وسيناء.في الاجتماع الأول ناقش مع محمد أبو المجد وميرفت واصف مدير الإعلام أسماء المدعوين من الشخصيات العامة والإعلاميين وفي الاجتماع الثاني الذي ضم سعد عبد الرحمن ومحمد أبو المجد وسيد الوكيل ومدير العلاقات العامة ومدير الإعلام جميع تفاصيل المؤتمر منذ سفر المشاركين ظهر الأحد ثم برنامج الافتتاح وطبيعة الجلسات، وأماكن الإقامة.
وقد حرص د. مجاهد على توجيه المسئولين إلى أن يخرج المؤتمر بصورة مشرّفة، وأن يلقى جميع المشاركين من الأدباء والنقاد والإعلاميين معاملة متميزةى ولائقة باسم الهيئة، وبقدر أسمائهم ككتاب وإعلاميين
تنعى الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر الشاعر الراحل محمد الحسيني الذي وافاه الأجل صباح اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2008 بعد رحلة علاج مريرة. رحم الله محمد الحسيني الذي أثرى شعر العامية المصري منذ الثمانينيات حتى رحيله بعدد مهم من الدواوين، وظل مدافعا عن الحريات والإنسان والثقافة والفن والشعر
.
وافق د. أحمد مجاهد على الخطة التي تقدم بها محمد أبو المجد مدير الثقافة العامة المتضمنة سيناريو بدء المؤتمر بالسفر إلى محافظة مطروح قبل الافتتاح بليلة كاملة. وقد راعت الدراسة التي تقدم بها أبو المجد ظروف بعد عدد كبير من الأدباء عن القاهرة، ومن ثم عن مطروح، حيث يحضر المؤتمر ويشارك فيه عدد كبير من جميع محافظات مصر. وسوف يصل جميع المدعوين إلى فندق "AIR BILL" في حوالي الساعة 7 مساءالأحد 21 ديسمبر، حيث سيتوجهون إلى الغرف المخصصة لهم، ويتناولون طعام العشاء، ويبيتون استعدادا لحضور حفل الافتتاح صباح اليوم التالي
ماأريد قوله أن مناهج العلوم الطبيعية تعترف بتسيد جنس من الأجناس في لحظة ما، ولكن في ظني أن هذا التسيد ظاهري، إذ لم تتوقف الأجناس الأخرى عن الحياة، والمرة الوحيدة التي اختفى فيها جنس عن ظهر الأرض تماما هي اللحظة التي حدثت منذ 60 مليون عاما – وفقا لعالم الحفريات – حين انتهت الديناصورات من على سطح الأرض نتيجة لحدث سماوي، وهذا بالطبع قد يحدث في علم الاجتماع نتيجة لتحول قبيلة مثلا من أكل لحوم البشر إلى قبيلة عادية جدا تأكل مثلنا لحوم الحيوانات، وهو تطور هائل في المسيرة الاجتماعية والبيولوجية، وفي مجال الرواية في ظني ليس معنى زمن الرواية هو انتهاء الأجناس الأخرى، بل إنها موجودة، لكن التأثير الأكبر يكون للرواية في ظني المتواضع، وشئنا أم أبينا يجب أن نتطلع لبعض الحقائق المنهجية والتاريخية في هذا الاطار، الأول أن أغلب الجوائز العالمية وعلى رأسها نوبل أصبحت تمنح جائزتها لكتاب الرواية ولأنه تعوزني الاحصائيات الآن، لكن على الأقل كشواهد أولية نلاحظ ذلك، كما أن جونكور تفعل ذلك، فيما تتوارى الجوائز الأخرى في الخلف، لكن هل معنى ذلك أن الفصيلة السردية والفصيلة الشعرية قد اختفتا، لاأعتقد ولن يحدث، احضر لي كاتبا روائيا واحدا لم يبدأ شاعرا، أو لم يقرأ شعرا، أو لايقرأ شعرا كمعين لاينضب للتجديد اللغوي على الأقل في العمل الروائي، المشكلة أن الديناصورات لم تنتهي ولكنها تحولت إلى مانعرفه الآن ويملأ حياتنا كلها، ولايمكننا الحياة بدونها وأعني بها تلك الفصيلة العجيبة التي تسمى الطيور!.
الفكرة التي نتصارع حولها كما أفهمها هي هل نقول للشعراء وكتاب القصة القصيرة توقفوا فما عاد ينفع ماتقومون به لأن ما تبدعونه لن يترك تأثيرا، وهذا التأثير على مستويين ظاهرين الأول على مستوى الابداع، وعلى مستوى التلقي، فالشاعر لم يعد له مكان، وكاتب القصة القصيرة أصبح يتوارى خجلا من فضيحة القصة القصيرة، والمتلقى لم يعد يهتم سوى بالرواية لأنها أكثر تأثيرا، وعلى مستوى خفي يتعلق بالنقد فلم يعد أحد يهتم بنقد الشعر والقصة القصيرة بالتبعية والكتابة النقدية فيهما كالحرث في البحر، هذه هي المشكلة بكل صراحة ووضوح، وأرجو أن لاأكون قد شطحت بعيدا.
ولعل جوائز الدولة لدينا في مصر على الأقل قد شجعت على الاحساس بهذا الأمر، الجوائز التي توقفت، والجوائز التي حجبت والجوائز التي كانت مخصصة للشعر والقصة القصيرة قد ذهبت لمجالات أخرى، وهنا أعتمد على شواهد وملحوظات على هامش المقولة الهائلة التي أطلقت بأنه زمن الرواية، وعلى ذلك فلتسقط جميع الأنواع الأدبية الأخرى، ومن بعدها مقولة أن الرواية ديوان العرب وليس العجم، ثم الرواية وإلا فلا!
لايتبقى في النهاية من عصر الرواية سوى عصر القصب، والقصب مشروب شعبي رائع، وإذا كان الشعب المصري سيقرأ الرواية والرواية فقط فأنا أرفع القبعة لجميع الروائيين، والمسألة في كتابة الرواية وكما أشار الصديق الجميل محمد رفيع – من جانب خفي- هي أن كل من هب ودب يكتب الرواية، كما أن كتاب الرواية أصبحوا يكتبون فقط حتى يكونوا ظاهرين في الحركة الأدبية ليس أكثر، مما دفع بدور النشر المصرية إلى أن تنتج أعدادا هائلا من الروايات التي تستحق بالفعل سلة المهملات من ناحية الكلمة ومن ناحية الفكرة ومن ناحية التجريف الثقافي والفكري الذي تمتلئ به، إنها إذن لحظة فتح النافذه، اللحظة التي يصاب فيها الجميع بالأنفلونزا، ومادام الجميع مصابون بالأنفلونزا الآن فإن الحكم على المسألة يصبح عسيرا للغاية، لأنها لحظة مرضية أكثر منها لحظة صحية، فهل يجوز القياس لمرضى؟ وهل يجوز القياس على شكل واحد أعتبره بتواضع هو الأكثر مرضا الآن، وهل يجوز القياس على لحظة تنسحب فيها الأجناس الأخرى السردية والشعرية، ماأعلمه أنها لحظة التحول للتوافق adaptation ومعذرة لكتابتي باللغة الانجليزية، لكنها الكلمة التي تعني التوافق البيئي.
وشكرا لعم سيد اللي خلاني أفك بكلمتين ولصديقي الجميل محمد رفيع القصاص الجميل والشاعر الذي يحاول التواري لبعض الوقت حتى يمكنه أن يقول لي ماذا يفعل بالشعر الآن، الشعر الذي لاتعترف به الجوائز..المريضة!
خالص المحبة وأعتذر عن الاطالة واشوفكم الأحد..
أرى ان مقولة زمن الرواية وانها "ديوان العرب الجديد " سببت ضررا بالغا فى حياتنا الثقافية وان كانت ارادت الكشف والتنبؤ عن مستقبل ابداع هذه الامة ، وأولا أن صراعات النوع الادبى حسمت فى الثمانيات من القرن الماضى لصالح التماهى والتمازج بين الاجناس الادبية وهو ما دعى المبدعين كتابة "نصوص" على ابدعاتهم دون نسب هذه النصوص الى جنس أدبى معين ، وكانت هذه النتيجة مريحة لجميع الاطراف وبدأ الباحثين فى تقديم جيل جديد من الابحاث والدراسات عن تلاقح الاجناس الادبية ومدى استفادتها من الفنون الاخرى كالفن التشكيلى والسينما وتأثير ذلك على النصوص الادبية ، وحتى هذا الوقت الامور تسير فى نصابها الطبيعى وتوقعت ان تكون المرحلة اللاحقة لذلك ظهور فيض من الاعمال تمتزج فيها الفنون فى نسق بديع وتتلاقح مع الاعمال الادبية و يمهد الارض لذلك تقدم الميديا وظهور وسائط جديدة بأستخدام الكمبيوتر ، و طبيعى جدا ان يأخذ ذلك وقتا حتى يتدرب المتلقى وتتحول ذائقته لهذا النوع وهذا لا يحدث بين ليلة وضحاها فقد يأخذ من السنوات أكثر مما نتوقع ، ويجد هذا التطور مستهلكا يروق له ذلك دون الحنين الى أشكال معينة بفعل كسل ذائقى أو كسل فى وظائف الحس الفنى والتذوق ان كان لهذا المصطلح معنى . ويمكن ان تظهر اجناس اخرى تستعصى على التصنيف على اساس الجنس الكامل فتجد لنفسها مكان وجنس أدبى حتى تعود دورة التلاقح والاندماج مرة أخرى وكل ذلك فى حركة دائبة هى متماشية مع حركة الكون و نمو الوعى وتطور اللغات الانسانية. ولكن بدلا من ان يحدث ذلك الموار الدائب فجأة توقفنا وعدنا الى الخلف فى ردة غريبة لنؤصل ليس فقط لعودة الاجناس الادبية ولكن لتسيد جنس ما . " هنا تكاسلنا حتى عن ايجاد اخطاء جديدة فأخترنا نفس الاخطاء التى سبق وان اقترفناها "
والخطورة فى ذلك فى رايى المتواضع وعلى حد علمى وعدم تخصصى
أولا : العودة الى الوراء وتدشين الصراع بين الاجناس الادبية مرة أخرى
ثانيا : حرق كل التجارب والابحاث التى وصلت بنا الى هذا الحراك والعودة الى نقطة الصفر
فقد ظهرت بالفعل اجناس جديدة هى نتاج تلاقح بين الاجناس القديمة فظهرت الرواية القصير ة و النوفيلا والمتواليات القصصية والحلقة القصصية و قد كنت اطلقت على مجموعة لسمير الفيل انها متقاطعة قصصية لانى لاحظت تيمة التقاطع على غير التوال او الحلقة وكتب محسن يونس على مجموعته موجات قصصية وهى بالاحرى موجات حقيقية وليست متوالية بغض النظر عن اتخاذها للبحر موضوعا ، كما ظهرت الاقصوصة والقصة القصيرة جدا أو الومضة ، وكان يمكن ان يستمر هذا الحراك حتى يتوالد نوع ادبى قادر على البقاء وأن يرسخ قواعده الى ان يجئ نوع اخر بعد فترة ما ليزيحه ويقدم اطروحته الخاصة . وهكذا ولكن بدلا من ان يحدث ذلك ويترك لهذا الحراك مجالا و وقتا لكى تكتمل تجربته يتم اجهاض ذلك كله والعودة لصراعات ستؤدى الى حراكا أخر ولكن بعد عشرين عاما أخرى .
هذا و بالاضافة الى توجيه الطعنات ومحاولة اغتيال الاجناس الاخرى ، واختيار الرواية تحديدا يوجه الطعنة الى الاجناس الاخرى التى ماذالت موجودة لان حراكا لم يكتمل ولان جنينا قتل قبل الولادة .
ولكى أوضح فكرتى هنا تعال نتفق على انه فى فنون القص "كل رواية قصة وليس كل قصة رواية" فاذا قلت ان هذا زمن القصة مثلا فلا انا سأضر بالقصة ولا بالرواية لانها قصة فى الاساس ولكن اذا قلت زمان الرواية فقد نفيت القصة القصيرة مثلا . وهذا ما حدث على مستوى حجب الجوائز والنشر وجاءت الطامة الكبرى فى مؤتمر عقد من عدة شهور فى الاردن ليقول " متى تطلقون رصاصة الرحمة على القصة القصيرة " ، نعم هذا حقيقى وعلينا مراجعة المصادر لنتأكد من ذلك. ضف الى ذلك اننا نضع الشعر فى ازمة هوية طاحنة حيث أنه بعد ان اعطى لهذه الامة سره لاكثر من ألف سنة تتركه لقيطا وتمتطى جوادا حديث السن لم يخرج من هذه الارض ولا حدثت نجوم الصحراء عنه . وامعانا فى التشنيع بهذا الكهل الذى سقانا حليب غنماته نقول الرواية ديوان العرب الجديد ، وبدلا من ان نقول مثلا "العرب يسردون " أو ان الرواية فن عربى جديد أو أى شئ يرصد التحول دون التنصل من ماضينا .
الامر الثانى انه فى بحث سيسيولجى * عن تسيد الاجناس الادبية تبين ان فن الرواية يذدهر دائما فى حالات وضوح الرؤية لدى الامة ونمو وعى جمعى ما فى تحديد كنه اللحظة الراهنة ، فى هذا المناخ يبنى الروائى عالمه الموازى ويعلو جنس الرواية من حيث الكم والكيف ، أما فى زمان التشظى وغياب الوعى الجمعى و تشتت الرؤية وتضببها فيكون المجال مهيئا لفن القصة الذى يعتمد على تكثيفه وقصره فى قول ما يريد . وهذا ما حاولت الاشارة اليه بشكل فانتازى فى القصة التى نشرت فى مقالى السابق وتشبيه القصة بعلى الزيبق . فأى مغالطة تحدث لو كنا فى زمان التردى هذا .
وعلى اية حال يجب ان نفرق بين كلامى عن شيئين هنا وهما التكريس للرواية من خلال المؤسسات والنقاد الكبار وهذا الانفجار الروائى الذى تعانى منه مصر تحديدا وان كان هذا احد اسباب ذاك . واريد ان اقول هنا ان الانفجار الروائى هو ليس بظاهرة ثقافية على اى حال فالثقافة على هذه الارض تعانى من نفس الموات الذى يعانيه الاقتصاد والتعليم والصحة ، فباى امارة تكون ظاهرة ثقافية ونحن لم ننتج نصف هذا العدد من الروايات وقت ان كانت الثقافة منتعشة بشكل ما . ولكنى ادعى هنا ان ذلك الانفجار الروائى هو ظاهرة اجتماعية شأنها شأن الحجاب و الختان والتحرش ، على علماء الاجتماع ان يفتونا فيه قبل النقاد ، فاذا سلمنا بهذا البحث السيسيولجى السابق ذكره فنحن فى زمن القصة القصيرة واذا لم نسلم واردنا ان نحيلها لظاهرة ثقافية ، فاعطنى دليلا واحدا على هذه النهضة الثقافية فى ظل مشاكل التعليم والترجمة والنشرالى اخر المشاكل التى بلا أخر ، فمن اين اتى هذا الجيش الجرار من كتاب الرواية . وان دليلى الاخير على ان الظاهرة اجتماعية بالاساس انها تنمو وتتوسع افقيا بأسرع بكثير من نموها الرأسى – ان كانت تنمو رأسيا فى الاساس- . وان لم توافقنى على ذلك أذا احصر لى عشر روايات فقط فى اخر خمس سنوات اجتازت منجزنا السابق عليها فى عصر محفوظ مثلا . طبعا توجد روايات جيدة جدا و لكن بما لا يشكل ظاهرة اجادة او توسع رأسى حقيقى واذا كان محفوظ نال جائزة نوبل فى 88 فماذا فعلنا فى العشرين سنة الفائتة ، غير اختلاق الصراعات التى ما ان ننتهى منها حتى نشعلها من جديد شريطة ان نبدأ من نقطة الصفر دائما
ونجد ايضا كتابا كبار استسملوا لهذا التنظير وهذا التوسع الافقى فنشروا لنا روايات ليست حتى قريبة فى المستوى من أعمال سابقة لهم ، فعلوا ذلك للتواجد فقط وكان الاحرى بهم ان يضعوها فى ذلك الدرج الذى بأسفل عمود الادراج بالمكتب لتأنس بوحدتها ونأنس نحن بالاعمال الجيدة ، وهذا دليل اخر ان مقولة كهذه عصفت بالكبار عصفها بالصغار .
وفى النهاية هذه بعض الافكار التى تدور فى رأسى وأنا الان بصدد تقديم أشكال سردية متعددة قدمت لها بذلك النص الذى ظهر فى مقالى السابق والذى أعددته خصيصا للتدليل على كلامى وعلنى استطيع ان اقدم تجاربى السردية فى أول شهور العام القادم ولكم منى تحية ياسمين.
محمد رفيع
هوامش المقال :
البحث السيسيولجى المشار اليه فى فقرة تسيد الاجناس الادبية هو للدكتور صلاح السروى *
فكرت أن أكتفى بتعليق على ما كتبت رحاب ابراهبم ولكن تأيد سهى زكى وإثارتهم لبعض الأفكار جعلنى أفرد تدوينه ولكنى أعدكم ألا أطيل عليكم.
مثلما أتفق الادباء الشبان على الساحه الان على عدم ملائمة مصطلح الكتابة الجديدة لهم، فقد اتفقوا على عدم صلاحية مصطلح الجيل عليه أيضا، لأسباب كثيره لا يتسع كلامى الان لها. التأثير الذى رصدته رحاب فى كلامها عن التسعينيين صحيح ولكن يجب أن لا نهمل أنهم أيضا تبنوا فكره قتل الأب والقصيدة النثرية أحد تجليات هذة الفكرة لديهم أى فوضاهم ليست راجعه فقط الى عدم وصول الادب لمستحقيه.
بالنسبة لقضية النشر، فبخبرتي المتواضعة جدا فى هذا المجال سهوله النشر فى الوقت الحالي ستنتج فوضى ذات تأثير فى جوده الادب المعروض وقد رأينا ما فعلته مؤسسه عريقه فى مجال النشر حين تبنت نشر مدونات على الرغم أن الفكرة الرئيسية فى هذا الأمر هى نشر قصص تتسم طابع أدبي – هى مدونه حواديت – وحين تسلك مثل هذة المؤسسة هذا السلوك فليس غريبا أن تصدر دار أكتب أو دار مزيد كتب مدوناتها. عندما يصدر ناشر كتاب، فقد أصبح منتج داخل سوق فوق أرفف المكتبات وهذا ليس عيبا إنما العيب أن يتدخل الناشر فى الأدب نفسه أو بمعنى أدق يدخل السوق والتجاره فى الثقافه
وجهه نظر أخرى فى العلاقة بالقارئ والكاتب، صنفنا القارئ أيضا بقارئ عادى ونخبة ومثقف إنما – حسب رؤيتى لهذة العلاقه- ننزع أل التعريف من القارئ ونجعله قارئ فقط فهذا أكثر أفاده لنا ككتاب يهمهم أن تصل أفكارهم وكتاباتهم و إلا يكون رد فعل القراء هو تحقير المؤلف والمنادة بموته والاهتمام بالنص فقط، فلا يوجد كاتب ضحل وأخر مثقف ولكن يوجد أبداع جيد وأخرردئ والكاتب الذى يؤلف رواية جيده يستطيع صنع أخر رديئة والقارئ الذى أعجبة "أدهم صبرى" يستطيع تذوق "ماركيز" و"سرماجو".
مر زمن طويل منذ أن كان المريض يجلس صامتا أمام طبيبه في انتظار ورقة العلاج ليأخذها شاكرا , وينصرف !
إنه يريد أن يعرف كل شيء عن حالته وأسبابها ولماذا هذا الدواء بالتحديد .. و ... و ....
كذلك القارئ أيضا .. لم يعد ذلك الوديع الجالس محتضنا كتابه , متلقيا حواديتك في صمت باسم , وأنت تحكي له عن عوالم بعيدة لم يختبرها .
إنه المتلقي الذي يعترضك , ويعلق عليك سلبا وإيجابا ببساطة . وليس في الإبداع فقط ... بل حتى الصحف الورقية والتي أصبح لها نسخا إلكترونية على النت , أصبح متاحا لقرائها تقييم ما فيها من أخبار وتوضيح مدى أهميتها لهم ورضاهم أو عدم رضاهم عن التفاصيل التي قدمت لهم .
هذا التواصل تكمن خطورته في الوعي بضرورة التوازن بين الاشتباك مع تفاصيل الحياة وتناول المشاعر الإنسانية بقرب وحميمية تتسلل للمتلقي ببساطة , وبين الحفاظ على جماليات وفنيات الكتابة لتظل في مستوى أعلى من لغة الشارع ,
فما أكثر الكتابة الآن , وما أبسط النشر , ولكن لابد أن نتساءل ما الذي سيبقى من هذا الزخم ؟ سيبقى فقط الحقيقي الذي هو ببساطة لا يشبه إلا نفسه
.
عن الستينات والسبعينات وما بعد الألفين
بصراحة لا أفهم ماذا يعني أن يكون كاتبا ما ستيني أو تسعيني أو ما بعد ألفيني ... هل يرتبط ذلك بتاريخ ميلاده ؟ أم بتاريخ صدور أول كتاب له ؟ ام بتوقيت دماغه وإحساسه بما حوله ؟ ربما كان من الأوقع أن نقول الكتب التي صدرت في الستينات او السبعينات ... وهكذا
وربما بهذا التصنيف نستطيع أن نقول إن إنتاج الثمانينات والتسعينات كان ضحلا , ليس من ناحية جودته الأدبية وإنما من ناحية وصول الأدب لمستحقيه .. أقصد القراء والمشتغلين بالفكر والثقافة عموما .
فإذا كانت السينما قد ساعدت كثيرا في ذيوع وانتشار أدب الستينات , فالشبكة العنكبوتية ساعدت أكثر في انتشار وترويج الإنتاج الأدبي في السنوات الأخيرة ..
أما في التسعينات مثلا كان الواحد / والواحدة طبعا منهم يدور بمخطوط كتابه في أروقة وعتبات قصور الثقافة ثم ينتظر شهورا طويلة ليأخذ دوره في النشر .. قد يكون حينها تجاوز كتابته السابقة بمراحل فيصدر الكتاب كأنه كائن غريب عنه بلا أب أو أم .. هذا طبعا إذا كان غير متيسرا ماديا ليطبع على حسابه ليكون كمن ألقى نقوده في بحر غير آسفا أو مأسوف عليه ..
ثم تبدأ المرحلة التالية , فيحمل علي كاهله سلة الكتب يدور موزعا علي المعارف والأصدقاء - مجانا طبعا - وما يستطيع أن يصل لهم من كبار الأدباء ومسئولي النشر في الصحف الكبرى ليحظى بخبر صغير أو مقالة وينتهي الأمر .
الآن الوضع مختلف كلية , أولا لتعدد وانتشار دور النشر والصحف الخاصة , وثانيا لسهولة الاتصال والتواصل بين المشتغلين بالثقافة ..
هذه السهولة جعلت البعض يعتقد أن فعل الكتابة " ولا أبسط " خصوصا مع النظرة المادية في الترويج والتسويق لبعض الكتابات والتي تنتهجها بعض دور النشر .. وإن كنت أتفهم هذا السلوك التجاري البحت من دور نشر صغيرة وحديثة إلا إني عجزت عن تفهمه من دار نشر لها اسم عريق مثل " الشروق " حين تتبنى نشر وتسويق ثلاثة كتب مأخوذة من مدونات .. وهذا بالمناسبة ليس هجوما علي تلك المدونات ,فنجاحها له ما يبرره من تماسها الصادق مع الواقع المعاش واشتباكها مع معاناة وأحلام الكثيرين من الشباب , لكنه جعل الأمر يبدو كمن استغل ذيوع أغنية ما وأراد تحويلها لديوان شعر .
عن السرد والسرد الجديد
في مشهد من أحد أفلام هنيدي الكوميدية كان البطل يجلس في الكافيتيريا مع حبيبته محاولا أن يقول لها قصيدة غزل , وراءه كان يجلس الرجل الذي يرمز للمثقف بنظارته وكلامه الرصين .. بدأ هنيدي يقتبس من كلمات الرجل الجالس خلفه لحبيبته , حتي اضطر أن يكمل بنفسه فقال لها : الحب الحب .. الشوق الشوق .. بلوبيف بلوبيف " وينتهي المشهد بالرجل الرصين يعيد نفس الكلمات التي سمعها من هنيدي لحبيبته : بلوبيف بلوبيف
!!
ورغم هزلية المشهد إلا إنه يجعلني أقف طويلا أمام العلاقة بين الكاتب والمتلقي وتأثر كل منهما بالآخر وإلى أي مدى يمكن أن يكون هذا التأثر مقبولا ...
مازلت لا أستطيع وضع تعريف محدد للسرد الجديد , ففي رأيي إن كل سرد جيد لابد بالضرورة أن يحمل شيئا جديدا متفردا ..
لكني أتوقع الكثير والكثير من هذا المؤتمر الذي يجري التحضير له بطريقه غير مسبوقة لسببين .. أولهما أمين عام المؤتمر أ . سيد الجميل والذي يتعامل مع الأمر بروح المبدع وليس بروح الموظف .. والثاني هو هذه التقنيات الحديثة التي تجبرت وتسلطت وجعلت الجميع يعيش في علبة واحدة يبدأها بكلمة
start
حتى فكرة الشللية والجماعات الأدبية المنغلقة على أنفسها وعلى أماكنها الخاصة , أصبح من السهل اختراقها والتفاعل والاشتباك معها , والاستفادة منها أو نقدها عن طريق التواصل الإلكتروني ..